اتّخذت الجزائر في إطار التحضير لإنجاح موسم الحج 2011 كافة الإجراءات والترتيبات التنظيمية المتعلقة أساسا بتأطير رحلات الحجاج إلى البقاع المقدسة والتكفل الصّحي والإقامي وهذا تحسبا لانطلاق أول رحلة نحو مدينة جدة السّعودية يوم 7 أكتوبر القادم. في انتظار انطلاق عمليات بيع تذاكر السفر يوم غد الثلاثاء عبر النقاط التابعة لمؤسسة الخطوط الجوية الجزائرية في كل ولاية. وتسعى الوكالات السياحية والمتعاملون الخواص المكلفون بتنظيم رحلات الحج إلى المدينةالمنورة إلى التكفل بنقل ما مجموعه 36 ألف حاج خلال هذه السنة، حيث سيتكفل الديوان الوطني للحج والعمرة بنقل غالبية الحجاج المقدر عددهم ب22 ألف حاج، بينما سيشرف النادي السياحي الجزائري على نقل 3 آلاف حاج والديوان الوطني الجزائري للسياحة بألف حاج. وبخصوص الرّحلات المخصصة في إطار نقل الحجاج، فقد تمت برمجة 72 رحلة ذهاب أي 48 رحلة باتجاه جدة و24 أخرى باتجاه المدينةالمنورة، مع إمكانية برمجة رحلات أخرى إضافية عند الحاجة لذلك. وفي هذا الإطار، تم تعيين خمسة مطارات وطنية لإنجاح العملية ويتعلق الأمر بمطارات الجزائر العاصمة ووهرانوعنابةوقسنطينةوورقلة، على أن يكون تحديد سعر تذكرة الطائرة ب100 ألف دينار مع احتساب كل الرسوم وتكلفة الحج ب221 ألف دينار للفرد الواحد أي بمجموع يقدر ب321 ألف دينار. وستعمل شركة الخطوط الجوية الجزائرية على مستوى المطارات الخمسة المذكورة على تنظيم رحلات الحجاج على دفعات، حيث سينطلق 6095 حاج من مطار الجزائر العاصمة و5380 حاج من وهران و2770 حاج من قسنطينة، بالاضافة إلى 2634 حاج من ورقلة وأخيرا 1987 حاج من عنابة بمجموع يصل إلى 18866 حاج. في حين ستتكفل شركة الطيران السعودي بنقل ضيوف الرحمن على مستوى أربعة مطارات فقط وهي الجزائر العاصمة ب5502 حاج ووهران ب6281 وقسنطينة ب3363 وعنابة ب1988 حاج ما يعطي مجموعا يساوي .17134 ومن جهة أخرى، وفي إطار الإجراءات المسطرة من قبل السلطات المعنية والرامية إلى ضمان الراحة والسلامة للحجاج الميامين، تم إتمام مختلف التحضيرات المتعلقة بالنقل والإقامة، حيث يجري العمل على توفير 36 ألف فراش بمعدل واحد لكل حاج. ويندرج هذا الإجراء ضمن الجهود التي باشرتها السلطات في سبيل كراء إقامات للحجاج تبعد عن الحرم الشريف بمسافة 1200 متر كحد أقصى، على اعتبار أن هذا الأخير يخضع لعملية توسعة. وفي إطار الجهود المبذولة لتسهيل الأداء الجيد لمناسك الحج، سيقضي الحجاج الجزائريون فترة إقامة بالبقاع المقدسة تقدر ب34 يوما عوض 45 يوما التي حدّدتها السلطات السعودية في البداية بالنظر لأشغال التوسعة الجارية على مستوى مطاراتها، علما أن هذه الفترة كانت لا تتجاوز الشهر في السابق. وجاء اختيار 34 يوما كفترة إقامة للحجاج بالمملكة العربية السعودية بعد سلسلة من المفاوضات التي جرت بين الطرفين الجزائري والسعودي. وقد دعا المدير العام للديوان الوطني للحج والعمرة السيد الشيخ بربارة يوم الأربعاء الماضي خلال تنشيطه لندوة صحفية كافة الحجاج المقدر عددهم هذه السنة ب36 ألف حاج ''الى ضرورة تحليهم بالسلوك الذي يليق بالحاج الجزائري والابتعاد كل البعد عن السلوكات غير المسؤولة التي صدرت من بعض الحجاج والتي لا تليق بتعاليم ديننا الحنيف'' على حد قوله، حاثا إياهم على الاستعداد لتحمل متاعب ومشاق الحج كونه ليس رحلة سياحية. ومن جهة أخرى، كشف المدير العام لديوان الحج والعمرة عن إقصاء 43 شخصا من الحج بسبب حالتهم الصحية، حيث أن البعض منهم مصاب بالقصور الكلوي ومرض القلب، فيما أثبتت الشهادات الطبية استحالة تحمل البعض الآخر من المقصين لمشاق هذه الشعيرة الدينية الغرّاء. كما حذّر بالمقابل الوكالات الخاصة من أي تقصير في خدمة ضيوف الرحمان، متوعدا إياهم بالتشهير بهم في حالة مخالفتهم لدفتر الشروط الخاص بذلك، وطالب الحجاج بضرورة التقيد بتعليمات البعثة المرافقة لهم قصد التمكن من تأدية مناسك الحج على وجهها الفقهي الصحيح.