تعيش عدة ولايات في الوطن هذه الأيام، أزمة خانقة في زيوت السيارات عبر مختلف محطات الوقود، بسبب نقص كميات التزويد بها، ما دفع البزناسية إلى اعتماد حيل شيطانية لتحقيق أرباح سريعة تسببت في تلف عدة محركات سيارات. وعبر عدة مواطنين عن عميق استيائهم من النقص المسجل في زيوت السيارات على مستوى محطات الوقود خلال الأسبوعين الأخيرين ما دفع بالكثير منهم، خاصة سائقي سيارات الأجرة إلى اللجوء إلى محطات العاصمة التي لا تعاني كثيرا من المشكل. وحسب شهادات بعض السائقين فقد تكبدوا خسائر كبيرة جدا في محركات سياراتهم بعد استعمالهم لزيت مغشوشة من السوق السوداء، رغم ارتفاع أسعارها بشكل كبير جدا. ويؤكد السائق عبد القادر أن عدة محركات أصيبت بالتلف نهائيا بعد استعمال هذه الزيوت. ويضيف بعض السائقين أن البزناسية أصبحوا يستخدمون حيل شيطانية لتحقيق الربح السريع على حساب سلامة السائق وسلامة مركبته، رغم درايتهم بالأخطار الكبيرة الناجمة عن استخدام الزيوت المغشوشة، حيث يعمد هؤلاء إلى مزجها بزيت المائدة وبعض أنواع الشحوم مستغلين في ذلك نوعية زيوت السيارات، التي تتميز بكثافة لزوجتها، وأيضا عدم تفطن بعض الزبائن الذين لا يملكون خبرة في جودة الزيوت ولا يراقبون نوعيتها أثناء اقتناءهم لحاجياتهم، ويقول أحد الضحايا أن ندرة الزيوت دفعته لاقتناء حاجته من أحد الخواص بسعر 400 دج رغم أنه متعود على اقتنائها بسعر لا يزيد في أسوإ الحالات عن 200 دج وفوجئ بعد استعماله بوجود طبقة سميكة من الشحم على محرك سيارته محرك سيارته ولم تمض فترة طويلة ليصبح المحرك في خبر كان. وقالت مصادر من سوناطراك أنه رغم استيراد كميات كبيرة من هذه الزيوت الصائفة الماضية لتغطية العجز الكبير المسجل حتى في المازوت، لم تستطع حل المشكل بفعل الطلب المتزايد، مضيفا أن الجزائر تستورد 40 بالمائة من حاجياتها من الخارج من بعض الدول العربية والأوروبية، ورد العجز المسجل إلى زيادة عدد السيارات ما يفرض استهلاك كميات إضافية، وبخصوص عدم سوناطراك على تغطية حاجيات السوق الداخلية رغم إمكانياتها الكبيرة، أكد أن الإشكال يتعلق أساسا بالمصافي، خاصة مع الإضرابات، التي عرفتها مصفاة أدرار وعدم إتمام إنجاز مصفاة تيارت. من جهته، أكد الناطق الرسمي لاتحاد التجار والحرفيين الجزائريين، حاج الطاهر بلنوار، أن العجز المسجل يفوق 30 بالمائة ولا تتحمل محطات الوقود مسؤولية ما يحدث لأن كميات التزود ضعيفة، ما أفرز مشاكل كثيرة يتقدمها سوء التوزيع والمضاربة في الأسعار واللجوء إلى الغش في الزيوت الأصلية، ودعا بلنوار إلى ضرورة تكفل سوناطراك باحتياجات السوق الوطنية وحمايته من المضاربين والبزناسية، خاصة وأن الأمر يتعلق بسلامة المواطن.