تعيش بلدية عين الباردة بعنابة على صفيح ساخن منذ أول أمس بسبب سلسلة الاحتجاجات العنيفة والتصعيد الخطير للأوضاع، خاصة بعد الغليان الشعبي الذي سجله صبيحة أمس مئات الشباب البطال، والمستفيدين من عقود التشغيل بالولاية، بمنطقة “مجاز الغسول” التابعة إداريا إلى بلدية عين الباردة. أقدم المحتجون على غلق الطريق الوطني رقم 21 الرابط بين ولايتي عنابة وڤالمة، مستعملين المتاريس وجذوع الأشجار وإشعال النيران في العجلات المطاطية، تنديدا بتأخر مديرية التشغيل في تسوية ملفاتهم الخاصة بالرواتب الشهرية، وهو الأمر الذي لم يستسغه المحتجون الذين كانوا قد دخلوا في مواجهات عنيفة مع عناصر الأمن بعد تدخل هذه الأخيرة لتفريقهم. وقد عبر بطالو مجاز الغسول عن امتعاضهم الشديد إزاء إسقاط مطلبهم الرئيسي والمتمثل أساسا في الراتب الشهري والذي يعتبر بالنسبة لهم جرعة أكسجين من شأنه أن يوفر لعائلاتهم الفقيرة بعض الاحتياجات. وهدد المستفيدون من عقود التشغيل بتصعيد وتيرة الاحتجاج والخروج إلى الشارع في انتفاضة شعبية إذا لم تتحرك مديرية التشغيل لاحتواء غضبهم لأنهم ملوا من الوعود الكاذبة خاصة بعد أن وعدهم رئيس المجلس البلدي بتنفيذ كل مطالبهم. تجدر الاشارة إلى أن سكان البناءات الفوضوية استغلوا احتجاج المستفيدين من التشغيل بعين الباردة وخرجوا إلى الشارع مساندين المحتجين الأمر الذي ساهم في توسيع رقعة النيران والفوضى التي تسببت في شل حركة المرور وإجهاض نشاط مختلف الشاحنات التي تشتغل لدى الشركات الوطنية الأخرى خاصة منها كوجال اليابانية. وأمام تأجج الأوضاع بعين الباردة والتي تصدرت قائمة البلديات التي شهدت الأسابيع الأخيرة مواجهات عنيفة وعدة اعتقالات في صفوف المحتجين، يبقى الشباب البطال بين مطرقة الفقر وسندان الوعود الكاذبة.