كشفت مكالمة هاتفية قام بها أول أمس أحد الشبان الحراڤة ال30 المفقودين منذ أكثر من أسبوع في عرض البحر، بعد محاولتهم الهجرة سرا إلى إيطاليا، لعائلته أنه حي يرزق بعد أن تم إنقاذه هو و28 من رفاقه كانوا معه على نفس المركب من الهلاك غرقا في عرض سواحل جزيرة سردينيا، إثر عملية إنقاذ نفذتها قوات البحرية الإيطالية التي أسعفتهم وحولت عددا منهم إلى مستشفى والآخرين إلى مركز مؤقت للحجز. وبمجرد ورود هذا الاتصال انتشر خبر العثور على الحراڤة الشبان المفقودين في أوساط أهاليهم وعائلاتهم التي ظلت منذ عشرة أيام تبحث عنهم عقب اختفائهم في البحر دون أن يظهر لهم أثر إلى غاية أول أمس، حيث كشفت مكالمة الحراڤ لعائلته عن ظروف وصولهم إلى سواحل جزيرة سردينيا وهم يشارفون على الهلاك والموت غرقا، بعد أن ضلوا الاتجاه في عرض البحر وبقوا دون ماء ومؤونة يجرفهم التيار البحري لغاية بلوغهم نقطة عبور السفن والبواخر التجارية بالمياه الإقليمية الإيطالية، حيث قامت إحدى السفن التجارية التي رصدت زورق الحراڤة في عرض البحر بإبلاغ حرس السواحل الإيطالية الذين قاموا رفقة قوات من البحرية الإيطالية بالتنقل إلى مكان وجود زورق الحراڤة وأنقذوهم من موت محقق. كما كشف الشاب الحراڤ لعائلته أن رفاقه الذين كانوا معه في نفس الزورق كلهم أحياء باستثناء شاب توفي متأثرا بالعطش والإرهاق إثر تعرض محرك القارب الذي كانوا على متنه لعطب وفقدان الحراڤة للاتجاه الصحيح نحو مسار الجزر الإيطالية. وقد تسببت هذه الرحلة المأساوية أيضا في تعرض حراڤة آخرين من ذات المجموعة إلى أزمات نفسية بعد أن تاهوا في عرض البحر لمدة أكثر من أسبوع، يوجدون حاليا تحت الرعاية الطبية بمستشفى بجزيرة سردينيا. وكان هؤلاء الحراڤة قد فقدوا منذ أكثر من عشرة أيام بعد إبحارهم سرا في رحلة غير شرعية من شاطئ البطاح بولاية الطارف المجاورة، وكان عددهم 30 شابا، لتنقطع أخبارهم عن عائلاتهم التي بقيت تبحث عنهم في غياب أي اتصال من ابنائها أو معلومات حول مصيرهم. قد قامت بعض عائلات الحراڤة ال29 الناجين، وكلهم من أحياء عنابة وسط، بالاتصال بعائلة الحراڤ الشاب المتوفى لمواساتها في فقدان ابنها في إحدى هذه الرحلات المأساوية التي أودت لحد الآن بأرواح حوالي 200 شاب من عنابة منذ بداية هذه الظاهرة سنة 2006.