بعد 11 يوما من فقدان أبنائهم في البحر، عقب مغامرتهم بالحرڤة إلى إيطاليا، في الثامن من فيفري الجاري، انطلاقا من شاطئ "بلفيدير" بعنابة، لاتزال عائلات الحراڤة العنابيين السبعة، تدق أبواب جميع المصالح الأمنية والدبلوماسية، علها تظفر بمعلومة تشير إلى بقاء أبنائها على قيد الحياة. وكانت عائلات الحراڤة المفقودين، الذين نشرت "الشروق اليومي" أول أمس، قائمة بأسمائهم، قد تابعت خلال الأيام الماضية، على صفحات "الشروق"، تفاصيل اختفاء مجموعة "الحراڤة" الثمانية، من شاطئ "طوش" بعنابة، الذين ألقت عليهم السلطات التونسية القبض وأودعتهم السجن، دون أن يعلم أولياؤهم، لغاية الإفراج عنهم، في نهاية الأسبوع الفارط، ما عزز الشكوك في كون أبنائها السبعة قد لقوا نفس المصير. ولرفع كل لبس حول مصير أبنائها، أبلغت العائلات المذكورة، مكتب "الشروق" بعنابة، عن اتصالات باشرتها مع قيادة القوات البحرية، للاستفسار حول إمكانية عثور حرس السواحل لعنابة على الحراڤة "السبعة". من جهتها، نفت مصالح حرس السواحل العاملة بإقليم عنابة حيازتها لأية معلومات تتعلق بمصير الحراڤة السبعة، الذين يتمنى أهاليهم أن يكونوا رهن الحبس في تونس على أن يعثر عليهم جثثا هامدة. وعقب نفي حرس السواحل لعنابة عثورهم عليهم، تنقلت مجموعة من عائلات "الحراڤة" أول أمس، إلى قنصلية تونس بعنابة، لمقابلة القنصل التونسي قصد توجيه نداء، من خلال الممثلية الدبلوماسية، إلى السلطات التونسية، علّها تملك معلومات حول مصير أبنائها، وبعد استقبالها من طرف القائمين على القنصلية، تلقت العائلات توجيهات توصيها بالاتصال بمصالح الدبلوماسية الجزائرية بتونس، بصفتها الوسيط الرسمي في مثل هذه الحالات. وفور الاتصال بمصالح الدبلوماسية الجزائرية بتونس هاتفيا، أكدت عائلات "الحراڤة" أن القنصل الجزائري بمدينة "الكاف"، وفور إطلاعه على انشغالاتها بخصوص مصير أبنائها، طلب من أولياء الشبان المفقودين، إرسال جميع المعطيات المتعلقة بهم، بما فيها أسماء وعناوين أوليائهم، بغرض تشكيل ملف للقضية التي تعهد بالتحقيق بشأنها، وطلب الاستفسارات اللازمة من أعلى السلطات القضائية والأمنية التونسية. وحرصا منها على معرفة حقيقة مصير أبنائها قررت مجموعة من عائلات "الحراڤة"، التنقل خلال الأيام المقبلة، إلى مصالح القنصلية الجزائرية بتونس، لتسليم الوثائق المتعلقة بهويتها وهوية أبنائها، والإطلاع في عين المكان على نتائج الاتصالات والتحقيق الذي فتحه قنصل الجزائر "بالكاف" بخصوص قضية اختفاء أبنائهم. وأوضح أخ أحد "الحراڤة" المفقودين أن أخاه وستة من أصدقائه، أبحروا على متن نفس الزورق في الثامن من فيفري الماضي، دون وثائق هوية، باتجاه جزيرة سردينيا بإيطاليا، ولم يظهر لهم أي أثر منذ ذلك التاريخ، خلافا لشبان آخرين أبحروا في نفس الاتجاه من شاطئ سيدي سالم، ووصلوا إلى إيطاليا، أين هاتفوا عائلاتهم، وأبلغوها بوصولهم بسلام. أما عن أخيه ورفاقه الستة، فرجح أخ "الحراڤ" أن يكونوا على قيد الحياة، بأيدي السلطات التونسية التي تكون قد تعاملت معهم بنفس الطريقة التي عاملت بها "الحراڤة" الثمانية لشاطئ "طوش" الذين أودعوا السجن لمدة خمسة عشر يوما قبل أن يتم الإفراج عنهم. وأوضح أخ "الحراڤ" من جهة أخرى، أن "الحراڤة" السبعة، كانوا كلهم يرتدون صدريات النجاة ويحملون ما يكفي من الزاد والبنزين لمحرك الزورق، وأن الأمل في العثور عليهم أحياء كبير، طالما أن حرس السواحل الجزائري، لم يعثروا على أي أثر لهم ولزورقهم، في حالة حدث لهم مكروه في البحر. كما كان لخبر العثور على ثلاث جثث مجهولة الهوية بأحد الشواطئ التونسية، أثر كبير في نفوس عائلات "الحراڤة"، التي هرعت إلى مكتب "الشروق" بعنابة للاستفسار عن هوية الجثث، خشية أن تكون لأحد من أبنائها. من جهته، أكد أحد مسؤولي حرس السواحل العاملين بعنابة، أن المعلومة التي وصلتهم بخصوص عثور حرس السواحل التونسي على ثلاث جثث، مؤكدة، إلا أن مسألة تحديد هويتهم تطرح أكثر من مشكلة، كون السواحل التونسية، أيضا قد أصبحت هي الأخرى، منطلقا للهجرة السرية نحو إيطاليا، للكثير من المواطنين المغاربة، منهم تونسيون، جزائريون وحتى ليبيون. نور الدين بوكراع