استمرار موجة الاحتجاجات والاعتصامات أمام مجلس الوزراء وفي ميدان التحرير تشهد مصر، اليوم، أول انتخابات بعد سقوط نظام الرئيس السابق حسني مبارك. وشدد المجلس العسكري المصري الذي يدير شؤون البلاد على ضرورة إجراء الانتخابات في موعدها، ضاربا عرض الحائط الدعوات التي تطلبه بتأجيلها نظرا لعدم استقرار الأوضاع الأمنية واستمرار الاعتصامات في معظم المحافظات المصرية سيما في ميدان التحرير الذي يرفض المحتجون إخلاءه. تبدأ اليوم في مصر المرحلة الأولى لانتخابات مجلس الشعب المصري، وتستمر عملية التصويت إلى يوم الغد بينما تجرى انتخابات الإعادة للمرحلة الأولى يومي 5 و6 ديسمبر المقبل، بعدما قررت اللجنة العليا للانتخابات مد التصويت للمراحل الانتخابية الثلاث إلى يومين تحسبا لحدوث تجاوزات أمنية تعرقل سير الانتخابات خاصة في العاصمة المصرية القاهرة، التي تعيش أجواء ساخنة في ميدان التحرير ترفض إجراء الانتخابات وتطالب بتشكيل حكومة إنقاذ وطني برئاسة أحد شخصيات ثورة ”25 يناير”. ويعتقد ”ثوار” ميدان التحرير أن الدكتور محمد البرادعي هو الشخصية الوحيدة التي يوافقون على أن تمثل مطالبهم. ولايزال ميدان التحرير يعد قبلة للمحتجين الرافضين لإجراء الانتخابات حيث رفض المحتجون مغادرة ميدان التحرير بوسط القاهرة، مطالبين بأن يسلم المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يتولى شؤون البلاد السلطة في صراع للقوة بين الطرفين خيم على الفترة التي تسبق أول انتخابات منذ الإطاحة بالرئيس حسني مبارك. وتعتبر الانتخابات البرلمانية أولى خطوات الجدول الزمني الذي وضعه المجلس العسكري لنقل السلطة إلى حكم مدني بنهاية يونيو، لكن المحتجون يريدون أن يسلم المجلس السلطة الآن لإدارة مدنية مؤقتة ويرفضون اختياره كمال الجنزوري لتولي رئاسة الوزراء، و لا تزال الاعتصامات مستمرة أمام مبنى مجلس الوزراء وفي ميدان التحرير وعدد من ميادين المحافظات والمدن المصرية. وهي اعتصامات هادئة رغم الغضب مما حدث صباح الأمس وأسفر عن مقتل أحد المعتصمين تحت عجلات سيارة الأمن المركزي. وبينما وجد ”فلول نظام مبارك ” فرصة كبيرة للاستثمار السياسي خصوصا وأن المطالب السياسية للمحتجين والأقطاب السياسية بدت وكأنها منحصرة بين الانتخابات ومحاكمة المتسببين في مقتل المتظاهرين في ميدان التحرير، كما غاب الحديث عن مستقبل الرئيس المصري حسني مبارك ورموز نظامه سواء منهم المتواجدين حاليا في السجن وينتظرون المحاكمة أو الطلقاء وتركزت تطلعات الشعب المصري في الفترة الحالية إلى عودة الاستقرار بعد أسبوع من إراقة الدماء أسفر عن سقوط 42 قتيلا وإصابة أكثر من ألفين مفضلين الآن السماح للقادة العسكريين بإدارة البلاد التي تسببت الاضطرابات السياسية فيها الى دفع البلاد أكثر جهة الأزمة الاقتصادية. وبين هذه المعطيات مازال المجلس العسكري المصري على تأييد ضمني من الإسلاميين فيما يتعلق باجراء الانتخابات في موعدها رغبة منهم في عدم تعطيل الانتخابات في الجولة الأولى من بين ثلاث جولات والتي يتوقعون أن يكون أداؤهم الأصعب. داليا أحمد، المسؤولة الإعلامية للبرادعي ل ”الفجر”: ”حرص البرادعي على مصر أكبر من حرصه على كرسي الرئاسة” أكدت داليا أحمد، المسؤولة الإعلامية للمرشح المحتمل لرئاسة مصر، الدكتور محمد البرادعي، استعدادهم لتغيير الحملة للدفاع عن المرحلة الانتقالية لمصر بعدما أبدى البرادعى عدم معارضته لرئاسة الحكومة الانتقالية، وهو ما يعني تضحية البرادعي بفكرة رئاسة مصر. أوضحت داليا في اتصال هاتفي مع ”الفجر”، أمس، أنه يجب على رجال السياسة في المرحلة الحالية التركيز على مصلحة الوطن. وأكدت في معرض تعليقها على عرض البرادعي قبوله رئاسة حكومة وحدة وطنية لا يهدف للضغط على المجلس العسكري الحاكم وسط احتجاجات تطالب بإنهاء حكم الجيش، وقالت إن البرادعي مستعد للتخلي عن مسعاه لتولي الرئاسة إذا طلب منه تشكيل حكومة جديدة، وأضافت انه التقى مع ائتلافات لشباب الثورة والأحزاب السياسية التي ترفض تعيين الجنزوري، مشددين على أن المخرج الوحيد من الأزمة الحالية هو تشكيل حكومة إنقاذ وطني ذات صلاحيات كاملة لإدارة المرحلة الانتقالية حتى إجراء الانتخابات الرئاسية. هذا والتقى البرادعي، أمس، المشير حسين طنطاوي رغم الانتقادات الحادة التي عرف بها البرادعي للمجلس العسكري المصري الذي يدير شؤون البلاد وطالب البرادعي - حسب تأكيدات المشير - تشكيل حكومة إنقاذ وطني. وأكد البرادعي في مؤتمر إعلامي عقده أمس أن المجلس العسكري لا يمتلك الخبرة في الوقت الذي يمتلك فيه السلطة، وتتوفر الخبرة لدى الحكومة إلا أنها لا تمتلك الصلاحيات، في حين فشل الثوار من خلال تفتتهم إلى 50 حزبا والعديد من الائتلافات”. القيادي الإخواني المصري، الدكتور أحمد أبو بركة ل ”الفجر”: ”لا نملك أجندة دينية والانتخابات في موعدها من مصلحة مصر” شدد الدكتور أحمد أبو بركة، القيادي الإخواني المصري البارز، المستشار القانوني لحزب الحرية والعدالة، على أهمية إجراء الانتخابات البرلمانية المصرية اليوم. وقال في تصريحات هاتفية ل ”الفجر”، أمس ”مصر انتظرت طويلا هذه الانتخابات ونحن ندعو الشعب إلى المشاركة بقوة والذهاب إلى صناديق الاقتراع” وأضاف ”الدعوات التي تطالب بتأجيل الانتخابات غير ناضجة سياسيا. هذه لحظة تاريخية هامة في مسيرة مصر السياسية التي ستنقلنا القرار الجماعي الذي يخدم المصريين”، مشيرا إلى أن البرلمان القادم سيكون قويا لأنه جاء بعد تضحيات شعبية كبيرة قدمها شهداء ثورة 25 جانفي التي أسقطت نظام مبارك. ونفى الدكتور أبو بركة أن يكون للإخوان المسلمين أجندة دينية للدخول للبرلمان موضحا أن برنامجهم سياسي اقتصادي ويسعدون إلى المشاركة في البرلمان من أجل تحقيق الرقابة على الحكومة وعلى الوزراء وعلى الأجهزة الأمنية وإحقاق القطيعة مع عهد مبارك، كما يوضح أبو بكر ”نريد إعادة بناء مؤسسات الدولة المصرية التي قضى عليها مبارك، لدينا قاعدة أساسية شددنا عليها في حملتنا الانتخابية وهي عدم الخلط بين الدين والسياسة، خصوصا في المرحلة الحالية الحساسة”. .. وإسرائيل تترقب وتحذر من الإخوان أكدت رئيسة لجنة الخارجية والأمن البرلمانية بالكنيست الإسرائيلي، شاؤول موفاز، أنه يتعين على إسرائيل بذل كل جهد مستطاع من أجل حماية معاهدة السلام مع مصر، بالرغم من تعزيز مكانة العناصر الإسلامية الأكثر تطرفا بها خلال الفترة الأخيرة. وأضافت موفاز خلال جولة قامت بها أمس الأحد، اللجنة البرلمانية في مركز التجنيد التابع للجيش الإسرائيلي وسط تل أبيب أنه يجب على الجيش الإسرائيلى، أن يكون على أهبة الاستعداد لأى سيناريو محتمل قد يحصل في مصر بعد إجراء الانتخابات التشريعية غدا وفوز الإسلاميين بها وعلى رأسهم جماعة ”الإخوان المسلمين”. وقالت صحيفة ”يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية إن رئيسة قسم الطاقة البشرية فى الجيش الإسرائيلي، الجنرال أورنا باربيباي قد استعرضت أمام أعضاء اللجنة بيانات يستشف من خلالها أن حوالى 50% من الشباب الملزمين بأداء الخدمة العسكرية لا يؤدون هذه الخدمة، ويتوقع أن تصل نسبتهم إلى 60% حتى نهاية العقد الحالي، ما قد يؤثر على قوة الجيش الإسرائيلي في ظل الظروف الراهنة بالمنطقة العربية وعلى رأسها مصر.