عقد، أمس، والي سوق أهراس، لقاء ضم مختلف شرائح المجتمع المدني وكل من الهيئة التنفيذية والمنتخبين ببلدية سوق أهراس، وهذا بالنظر إلى ما وصل إليه الحراك التنموي خلال سنة 2011، أين تطرق الوالي إلى إنجاز 30 عملية من بين 45 عملية كانت مبرمجة خلال السنة الجارية فيما يخص الجانب التنموي عبر إقليم بلدية عاصمة الولاية، والتي خصص لها مبلغ 22 مليار سنتيم. كما خصصت البلدية مبلغ 6 ملايير سنتيم من ميزانيتها من أجل تأهيل مقبرة الشهداء وملعب حمة لولوا، فضلا عن إعادة تأهيل مكتب الحالة المدنية بمركز المدينة الذي يشهد حالة كبيرة من الفوضى والتعفن، حسب المتدخلين وأيضا حسب الوالي نفسه الذي قام بزيارته وأكد أنه غير صالح تماما للاستعمال. أما فيما يخص قطاع التربية فقد تم، حسب الوالي، إنجاز عدة عمليات تهدف إلى تأهيل بعض الهياكل التربوية والتي خصص لها مبلغ مقداره 20.7 مليار سنتيم، فضلا عن برمجة ثانوية بحي جنان التفاح. وبشأن هذا الحي طالب المتدخلون بفرع بلدي وبمكتب بريدي نظرا لكثافته السكانية العالية. وأشار المتدخلون من المجتمع المدني إلى الفوضى والاكتظاظ التي تشهدها مختلف المكاتب البريدية، كما تطرق ممثلو الأحياء إلى انعدام الإنارة تقريبا عبر كل إقليم البلدية، ما خلق هاجس اللأمن بعد أن استشرت عمليات السرقة والاعتداء على الأشخاص والممتلكات جهارا نهارا. فضلا عن ذلك سجل المتخلون انتشارا واسعا للقمامة في جمع زوايا مدينة سوق اهراس وضواحيها، علاوة على كثرة التسربات المائية وتردي جميع الطرقات وحتى طرقات الشوارع الرئيسية التي تحولت إلى بحيرات، لاسيما خلال فصل الأمطار، مستشهدين على ذلك بالصور الحية التي عرضوها على الوالي خلال هذا اللقاء. كما نبه المتدخلون من ممثلي المجتمع المدني إلى خطورة بقاء سوق المواشي والمذبح البلدي إلى حد الآن وسط مجموعة كبيرة من السكان، فضلا عن كثرة الإسطبلات، ما حول المدينة إلى ما يشبه الريف. وشدد الحاضرون في تدخلاتهم على ضرورة محاربة التجارة الموازية والفوضوية، ناهيك عن ضرورة التصدي لظاهرة الازدياد المريب للبناءات العشوائية التي صارت تنمو بشكل ملحوظ. أما المتدخلون من الشباب فقد نبهوا الوالي إلى انعدام فرص العمل في هذه الولاية، وإن وجدت فيتم إسنادها عن طريق المحسوبية، مطالبين بضرورة إنشاء مجلس استشاري ولائي خاص بشريحة الشبان، يتم عبره إيصال صوتهم وانشغالاتهم إلى السلطات العليا. وبخصوص الميدان الثقافي أوضح المتدخلون أنه يشهد وضعية كارثية نظرا لغياب الهياكل من جهة وأيضا لعدم قيام الجمعيات بالدور المنوط بها. وتطرق الحضور إلى النقص الفادح في الهياكل الرياضية التي كان بمقدورها جلب عدد من الشبان، خاصة من شريحة المنحرفين الذين لم يجدوا من يتكفل بهم. الوالي، خلال إجابته على كل هذه الانشغالات، جدد مطالبته أن تقوم الجمعيات بدور أكثر وفعال، وأن لا تكتفي بالمطالبة فقط. وفيما يتعلق بالتسربات المائية وعد الوالي أن هناك مشاريع خلال سنة 2012 تهدف إلى القضاء على جميع تلك التسربات. أما بخصوص الرياضة فقد ذكر الوالي أن سوق الفلاح الذي ظل مغلقا لعشرات السنين سوف تتم تهيئته أخيرا كقاعة لمختلف الرياضات. أما قطاع الثقافة فقد أوضح الوالي أن دار الثقافة التي خصص لها مبلغ 40 مليار سنتيم وصلت بها الأشغال إلى نسبة 40 في المائة، كما سيتم إنجاز دار للجمعيات بإمكانها استيعاب جميع النشاطات. وشدد الوالي على ضرورة عصرنة مكاتب الحالة المدنية مع إدخال الإعلام الآلي في استخراج جميع الوثاق الخاصة بالحالة المدنية. وذكر الوالي أن وزارة الداخلية وافقت على تصوير السجلات الخاصة بالحالة المدنية عن طريق جهاز السكانير قصد تسهيل العملية أكثر، وحتى يستطيع المواطن التنفس أخيرا من هذا العبء الكبير. وبخصوص المكاتب البريدية أشار الوالي إلى زيارة وزير البريد والمواصلات مؤخرا، والذي أعطى تعليمات لخلق مكاتب بريدية جوارية مع خلق يد عاملة جديدة لتسهيل العملية.