سجل الفلامنكو الإسباني، ليلة الخميس إلى الجمعة، بصمته الساحرة ضمن تظاهرة ”أراضي مضيافة” التي نظمتها الوكالة الوطنية للإشعاع الثقافي، وكان للجمهور الجزائري لقاءات رائعة مع الموسيقى والرقص واللوحات الضوئية المتميزة التي أضاءت أجواء قاعة ابن زيدون، بديوان رياض الفتح في الجزائر العاصمة، التي احتضنت التظاهرة لمدة ثلاثة أيام. جيستاد فلامنكو، هو عنوان العرض الأخير الذي استمتع به جمهور التظاهرة، واستطاع هذا المشروع المتميز الذي تفننت في أدائه فرقة كالي سريزو جيستاد فلامنكو المكونة من 10 فنانين، موسيقيين مطربين وراقصين إسبان، من مغازلة قلوب الحضور بلوحات غنائية اختزلت الحدود بين الجزائر وإسبانيا، بالطريقة الجميلة التي عزفت بها فرقة ”جامعة ڤناوي” المغربية السينغالية، بقيادة المغني والعازف المغربي، عزيز سحماوي، التي قدمت هي الليلة الأولى التظاهرة بقوة لوحات غنائية تحكي السلام والأصالة وتحاكي الإنسانية في طابع غنائي متميز امتزج بين الإفريقي والشعبي الجزائري والجاز والريغي. بدأت اللوحة الغنائية بأغنية ”السلام عليكم” التي حيا فيها سحماوي الجمهور الجزائري، قبل أن ينقلهم في قافلة موسيقية أخرى إلى جو روحاني مع أغنية ”الله يا نبينا يا رسول الله”. ولكسر الحدود الجغرافية كانت أغنية ”سوداني” رسالة إنسانية بامتياز سردت معها الفرقة رحلة البشرية، التي تبدأ من القدر والمكتوب في القاموس الإنساني، وهي كلمات أغنية ”مكتوب” التي تفننت الفرقة في نسجها باللغة العربية الفصحى. وتتكون فرقة ”جامعة فناوي” من مجموعة شبان يقودهم العازف والمغني سحماوي والشيخ دايبو، وعازف الإيقاع ‘'مختار سامبا''، ويشاركهم العازف على الڤيتار لويس وسبرغ. ك ما قدّم العازف لويس ويزبارغ، رفقة فرقته الخماسية ليلة من أروع ليالي ”أراضي مضيافة” التي حرص الشباب الجزائري على حضورها بقوة، وشاركت العازف مغازلة شبان القاعة راقصة الفلامنكو صبرينة روسيرو، وميغال سانشاز، على شجن المغنية الجزائرية المغتربة منى بوشباق التي عانقت اللغة العربية بصوتها واللحن الأندلسي في كوكتال غنائي ضمن عدة أغاني جزائرية شعبية.