أحيى المغني والعازف المغربي، عزيز سحماوي، سهرة أول أمس، حفلا فنيا حالما، بقاعة ''ابن زيدون'' بديوان رياض الفتح في الجزائر العاصمة، صنع خلاله أجواء مفعمة بالمتعة والفرجة، على وقع عدد من الآلات الموسيقية التقليدية والعصرية، التي نقلت الحضور إلى عوالم روحانية خالصة. نجح عزيز سحماوي، خلال الحفل الذي نظمته الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي، بمساهمة ''الخبر''، ضمن فعاليات تظاهرة ''الأندلس والمغرب العربي.. أراضي مضيافة''، في مداعبة أوتار جملة من الآلات الموسيقية، التي خضعت طواعية لكلماته المؤثرة وألحانه الساحرة، مصحوبا بفرقة ''جامعة فناوة'' التي تفنن أعضاؤها في حياكة مقاطع موسيقية وترديد وصلات غنائية، وسط هتافات وتصفيقات الوافدين بقوة على القاعة. استهل سحماوي سهرته الفنية، التي دام عمرها الزمني ساعة كاملة، بأغنية ''حنا شكون والينا؟'' التي أبدع في أدائها، على إيقاعات ''الفمبري'' وآلات أخرى، مرفقة ب''السوداني يا يما'' التي تجاوب معها عشاق الأغنية الفناوية، تلتها أغنية ''مكتوب'' التي قدمها باللغة العربية الفصحى، والتي تحدث فيها عن الثورات العربية، إضافة إلى ''ألف حيلة'' التي جاء ريتمها هادئا تارة وصاخبا تارة أخرى، وكذا ''بلاك ماركيت'' التي رفعها خصيصا لروح عازف البيانو النمساوي جو زاوينول المتوفى سنة 2007، عرفانا لما اكتسبه منه، وتكريما لما أثرى به المدونة الموسيقية العالمية. كما أهدى ابن مدينة مراكش المغربية، الذي كان أول ظهور له مع الأوركسترا الوطنية برباس سنة 1995، متتبعي أعماله الفنية باقة غنائية منوعة، مزج فيها ما بين الطابع المغربي الشعبي والإيقاع الإفريقي والجاز الغربي والريغي والفانك.. وما إلى ذلك من الأطياف الموسيقية والأنماط الغنائية، التي تفاعل معها الجمهور بقوة، والتي أبان خلالها عن قدرته في التحليق عاليا في سماء المزج.