تشهد القرى الريفية النائية لبلديات عنابة، ندرة حادة في التزود بمادة غاز البوتان، حيث تجاوز سعر قارورة الغاز الواحدة 800 دينار، إلا أن هذا السعر لم يمنع العديد من مواطني القرى والمداشر عبر أعالي جبال الإيدوغ التي تجتاحها موجة برد غير عادية، وسكان بلديات التريعات، واد العنب وشطايبي من الإقبال على اقتنائها في ظل تمادي بعض أصحاب نقاط التوزيع المعتمدة، الذين يقومون ببيع حصص قوارير الغاز بسعر غير مطابق لما هو معمول به، لتتم عمليات البيع مرة ثانية وثالثة بهامش ربح خيالي. وضع أجبر حسب ما أكده العديد من السكان ل “الفجر” إقدام سكان القرى عبر مناطق عين بربر، الرمانات، وبلدية واد العنب، لجلب كميات من الحطب بدلا عن قوارير الغاز المفقودة نهائيا عبر تراب المناطق الجبلية النائية، حيث عزلت الثلوج المنهمرة على الولاية العديد من هذه المناطق، ما تطلّب تدخل مصالح الجيش الوطني الشعبي التي استعملت كاسحات الثلوج لفتح المسالك، وتمكين التلاميذ من بلوغ مدارسهم، والعمال الالتحاق بمقرات عملهم، وعودة السير العادي للحياة اليومية. من جانب آخر ونتيجة للشكاوى المتكررة للمواطنين لدى المصالح التجارية لمديرية الطاقة والمناجم بخصوص ندرة قوارير الغاز، باشرت مصالح هذه الأخيرة تحقيقا بخصوص النقاط المعتمدة لتوزيع الغاز، قصد الوقوف على حقيقة العجز وكشف التلاعبات التي تخص البزنسة في سعر الغاز، حيث إنه من المنتظر أن تتخذ إجراءات صارمة سيتم بموجبها سحب الاعتماد من أي نقطة توزيع يتم كشف ارتكاب أصحابها تجاوزات مالية أو تخص القيام بعمليات احتكار لكميات قوارير الغاز، قصد التسبب في ارتفاع أسعارها خلال هذا الفصل البارد. علما أن التغطية كادت تكون 100 بالمئة عبر كامل تراب بلديات الولاية، إلا أن هذه الممارسات غير المسؤولة وراء تفشي ظواهر رفع سعر قارورة الغاز وندرتها الحادة في أسواق الولاية.