المغرب متمسك بمطلب فتح الحدود لضمان حرية تنقل الأشخاص أجمع وزراء خارجية دول الاتحاد المغرب العربي، أمس، في اجتماعهم بالعاصمة المغربية الرباط، على ضرورة تجاوز المشاكل العالقة والعمل سويا مع تقريب وجهات النظر، في سبيل إعادة بعث الاتحاد الذي ظل روحا بدون هيكل طيلة سنوات. واعتبر وزراء الخارجية أن هذا المطلب ملح وضروري، ولا سيما في ظل التغيرات الجذرية التي شهدتها المنطقة، بفعل الثورات العربية التي غيرت الكثير من المعطيات، وعززت فكرة التنسيق البيني والوحدة المغاربية، في وقت أصبحت فيه التكتلات الإقليمية ضرورة وميزة للقوة، مثلما هو الحال لدول التعاون الخليجي، ودول الاتحاد الأوروبي التي نجحت بفضل تكتلها في الصمود أمام أكبر هزة مالية. وقد كانت الأنظار مشدودة، بالدرجة الأولى نحو الجزائر والمغرب ، باعتبارهما البلدين الحاسمين في تفعيل اتحاد دول المغرب العربي. وأبرز وزير الخارجية الجزائري، مراد مدلسي، الجهد الذي تقوم به الجزائر لدفع اتحاد المغرب العربي نحو الأمام، مظهرا حرصا على الوحدة وعملها في إطار مشروع. غير أن مراد مدلسي قلل من شأن النتائج التي حققها الاتحاد منذ نشأته، واعتبر الحصيلة لا تزال بعيدة بالنظر للإمكانيات الموجودة بالمنطقة. وواصل ممثل الدبلوماسية الجزائرية، الذي كان مرفوقا بالوزير المنتدب المكلف بالعلاقات المغاربية والإفريقية، عبد القادر مساهل، بأن الجزائر سوف لن تدخر أي جهد في تحقيق المزيد من النتائج، في إطار المقاربات التي تؤمن بها. يذكر أن الجزائر تشارك في الدورة ال30 لاتحاد دول المغرب العربي، مع تسبيق التعاون المغاربي اقتصاديا وسياسيا، على قضية الصحراء الغربية التي تتمسك بتسويتها في إطارها الأممي، أما بالنسبة لنقطة فتح الحدود فقد قدر أن الإبقاء على غلق الحدود بين البلدين ليس عائقا لإقامة تعاون. وأكد وزير الخارجية التونسي، رفيق عبد السلام، أن الأمر بات ملحا أكثر من أي وقت مضى لجميع الدول دون استثناء، معتبرا أن التغيرات التي شهدتها المنطقة عامل محوري للالتفاف أكثر حول الاتحاد. ودعا الوزير التونسي الدول المغاربية إلى التباحث والتحاور من أجل تحقيق تكامل اقتصادي واجتماعي لشعوب المنطقة برمتها. ودعا أيضا إلى التعجيل بالسياسات النقدية والجمركية مع إقامة منطقة تبادل حر حتى يكون هناك تحرك حر لرؤوس الأموال دون أي قيود. وقال الوزير التونسي إن هذا اللقاء هو “فرصة للمصالحة والتفاهم العربي والمغاربي والدولي”. ولمح وزير الخارجية المغربي، سعد الدين العثماني، إلى نقطة فتح الحدود بين الجزائر والمغرب من جديد، المغلقة منذ سنة 1994، مستعينا بتأكيده على هذا المطلب بتحقيق “ضمان حرية تنقل الأشخاص”. كما قال إن لقاء الرباط ال30 لوزراء خارجية المغرب العربي محطة هامة منذ انطلاق الاتحاد سنة 1989. وقدر المتحدث أن المغرب يعتبر الاتحاد المغاربي أولوية دستورية، في عصر التكتلات الإقليمية، غير أنه أكد على أهمية تجاوز “النزعات القطرية”، وهو طرح يظهر في مضمونه المداخيل التي كانت تجنيها المغرب قبل غلق الحدود. وقد ناب عن وزير الخارجية الليبي سفير ليبيا بالمملكة المغربية، محمد ولد معالية، الذي قال إن الظروف الحالية تستوجب توحيد الجهود أكثر مما كانت عليه في السابق، لضمان مصلحة الجميع وتحقيق طموحات شعوب المنطقة المتطلعة للوحدة وانسجام أكبر مما كانت عليه في السابق. مبعوثة “الفجر” إلى الرباط: شريفة عابد