بيتنا أيها المواطن الصالح ليس من زجاج اللهم إلا إذا كنت تقصد ذلك النوع المقاوم لكل العوامل الطبيعية وغير الطبيعية, يقاوم الزلازل والأعاصير والفيضانات والتقلبات الجوية مهما كانت شدتها وحدتها وتناقضها ويصمد أمام مختلف الأسلحة مهما كانت قوتها وحنكة وتجربة مستعمليها... بيتنا يا هذا عجنت قواعده وأسسه المحن والتجارب ورفعت أعمدته عصور من المجد والعز وصهرت جدرانه سواعد رجال أحبوه وتفانوا في الإخلاص له, جبلوا على حمايته من كل مكروه وحراسته من كل سوء والسهر على بقائه أبد الدهر شامخا عاليا قويا غير قابل للانحناء... بيتنا يا صاحبي ظل متماسك البنيان متراص الجدران متينا صلبا غير قابل للتداعي أو الانهيار أو السقوط, بقي على مدى الأزمنة والدهور حضنا دافئا لساكنيه وللمستجيرين به وقلعة منيعة يحتمي بها المواطنون من كيد الكائدين وهجمات الطامعين وتهور المغامرين وحصنا متينا يقيهم الشرور والأخطار ويصد عنهم مختلف الأضرار... الجزائر أكبر من أن تصفها بهذا الوصف وتنعتها بهذا النعت... نعم لقد صقلتها التجارب والمحن وقتلت عضدها الحروب والمعارك وضحى من أجلها خيرة أبنائها قدموا أنفسهم قرابين لها, استرخصوا أرواحهم وأموالهم من أجلها.. كانت على مدى الحقب معينا لا ينضب من حب الإيثار والشهادة والشهامة والاستبسال والبطولة والرجولة وغيرها من الصفات الحميدة التي عز أن نجدها في سواها من البلاد... جزائرنا أيها الغافل لا تخرج من محنة إلا وهي أكثر قوة وعظيمة من ذي قبل... وعليه قل خيرا أو اصمت...