تعيش المنظمات الجماهيرية على وقع رغبة مسؤوليها الترشح ضمن قوائم الأحزاب السياسية تحسبا للانتخابات التشريعية المقبلة إلا أنه وعكس السنوات الماضية لم يتم إشراك مسؤولي هذه المنظمات الذين كانوا في وقت سابق يتصدرون قوائم الأحزاب الثقيلة ليتم الاستغناء عنهم دفعة واحدة مما دفع بالعديد من مسؤولي هذه المنظمات للتفكير في الترشح ضمن قوائم حرة في محاولة لاستعراض القوى ومجابهة أحزابها القديمة. في هذا السياق، ذكرت مصادر مطلعة أن الأمين العام لمنظمة أبناء المجاهدين، خالفة مبارك، قرر الترشح ضمن قائمة حرة على مستوى الجزائر العاصمة، حيث لجأ إلى المكاتب البلدية لجمع التوقيعات لصالحه تحسبا لإيداعها على مستوى الإدارة المحلية بغرض الترشح وهو الطلب الذي قوبل بالرفض من طرف بعض المكاتب البلدية التي رفضت الانخراط ضمن هذا المسعى بحجة انتمائها لأحزاب سياسية أخرى. وذكرت مصادر مطلعة أن “خالفة مبارك هدد باتخاذ إجراءات عقابية وإقصاء كل المكاتب البلدية للمنظمة التي ترفض التخندق معه ومساعدته على الأقل في جمع التوقيعات اللازمة للترشح” وأضافت نفس المصادر أن “خالفة استدعى الأمناء العامين للمكاتب وهددها بالإقصاء من صفوف المنظمة في حالة عدم المساهمة في جمع التوقيعات لصالح قائمته الحرة والوقوف إلى جانبه خلال الحملة الانتخابية المقبلة لتشريعيات 10 ماي”؛ حيث حسبه “هو بمثابة إجراء عادي مادامت الأهداف متشابهة ومن الواجب الوقوف إلى جانب الأمين العام للتنظيم، إلا أن هذا السلوك أثار استياء بعض أعضاء الأمانة الوطنية للمنظمة التي فضلت التدخل على مستوى الأمين العام بغرض تهدئة الوضع والبحث عن طريقة أخرى من شأنها مساعدة خالفة مبارك في الترشح دون اللجوء إلى أسلوب التهديد والعقاب الذي يمارسه على المكاتب البلدية للعاصمة”. وقد قرر خالفة مبارك الترشح ضمن قائمة حرة بعد أن تم سد كل الأبواب في وجهه على مستوى قيادة التجمع الوطني الديمقراطي الذي كان في وقت سابق نائبا عن هذا الحزب عن ولاية المسيلة خلال العهدة النيابية 1997 إلى غاية 2002 لكن لم تكن الظروف في صالحه لتجديد العهدة النيابية سنة 2002، كما استغنى الأمين العام للأرندي عنه من تشكيلة المكتب الوطني للحزب خلال المؤتمر الأخير، فكانت السبب الرئيسي في حدوث القطيعة بين الرجلين وقرار خالفة مبارك مغادرة الحزب والترشح هذه المرة ضمن قائمة حرة في العاصمة كونها الوسيلة الوحيدة للتأكيد على بقائه في الساحة والرد على منتقديه الذين رفضوا ترشيحه في قائمة الأرندي بالمسيلة؛ حيث يريد خالفة مبارك اغتنام فرصة التشريعيات المقبلة للعودة إلى الواجهة عبر البرلمان.