أكد المدير العام ل”بريد الجزائر”، محمد العيد محلول، أول أمس، أنه يتم سحب بين 8 و 20 مليار دينار يوميا من قبل أصحاب الحسابات الجارية البريدية عبر التراب الوطني. وصرح محلول، على أمواج القناة الإذاعية الثالثة، أن الطلب اليومي على السيولة ب”بريد الجزائر” يقدر ب8 ملايير دج على الأقل ويصل إلى سقف 20 مليار دينار، مع تسجيل ذروة تصل إلى 27 مليار دج في بعض الأحيان. وأردف يقول إن “بريد الجزائر” يبذل جهودا ضخمة لتوفير السيولة، لكن المواطنين لا يقدرون ذلك”، واعتبر أن الغياب المتكرر والمرحلي للسيولة في مكاتب البريد يفسره الطلب اليومي المتزايد أكثر فأكثر، مشيرا إلى أنه من بين نحو 15 مليون صاحب حساب جاري بريدي فان مليون منهم يسحبون يوميا المال نقدا. وأوضح أن هذا المشكل يعود أيضا إلى “ثقافة الجزائري” الذي يستعمل المال نقدا ولا يستعمل الصكوك في المعاملات التجارية ولا يستعمل البطاقة المغناطيسية بصفة منتظمة، ويزيد الوضع تعقيدا خلال أيام دفع الأجور لأن كل العمال يتوافدون على مكاتب البريد في وقت واحد. وأكد المسؤول الأول للمؤسسة أنه تم دراسة وضعية 3500 مكتب بريد موزعين عبر التراب الوطني، ما سيسمح ل”بريد الجزائر” بمعرفة مستوى احتياطي السيولة المتوفر على مستوى كل مكتب بريد والتصرف على أساسه، مشيرا إلى أنه تم اتخاذ إجراءات لوضع حد لمشكل نقص السيولة.وأضاف محلول أن الإجراء الأخير المتخذ كان يتمثل في العمل بشكل مقرب مع البنوك لتمكين الوكالات البنكية التي تتوفر على فائض في السيولة من تحويله سريعا إلى أقرب مكتب بريد، ودعا محلول المواطنين إلى استعمال الصكوك المصدق عليها المقبولة والمعترف بها من قبل البنوك في إطار المعاملات التجارية عوض تقديم طلبات لسحب أموال طائلة نقدا. وصرح محلول أن المؤسسة تراهن على تكثيف شبكتها لتحسين نظام الدفع الخاص بها، مضيفا أن مؤسسته قامت بوضع إستراتيجية على المدى الطويل لبلوغ شبكة بريد الجزائر في آفاق 2020 شبكة تتكون من 5 آلاف مؤسسة بريد، وأوضح يقول إنه يتم فتح ما لا يقل عن 100 مكتب جديد سنويا. كما تطرق محلول إلى الجهود المبذولة من قبل بريد الجزائر لتعميم استعمال البطاقات المغناطيسية والدفع عن بعد، اللذين سيساهمان بلا شك في تقليص الطلب والضغط على السيولة النقدية. وفي رد عن سؤال حول التوقف المتكرر لآلات التوزيع الآلي للأوراق النقدية، أرجع المسؤول ذلك إلى أعمال التخريب والاستعمال السيئ لهذه الآلات، معترفا أيضا بتسجيل أعطاب فيها أحيانا.