عبر سكان قرية مشاط، الواقعة شمال بلدية الميلية بجيجل ل”الفجر”، عن سخطهم جراء تماطل مسؤولي البلدية في إصلاح الطريق الذي يربط المنطقة بمركز المدينة، لاسيما محور تانفدور بعد أن شهد مؤخرا تدهورا رهيبا، جراء إنجرافه وكثرة الحفر العميقة به، ما أدى إلى تعقيد حركة المرور وتراجع حركة السير به من قبل المواطنين إلا للضرورة القصوى. يحدث ذلك أمام أعين المعنيين الذين توقف الزمن بهم مند إنطلاق حملة التشريعيات. لم يتخلص سكان قرية مشاط الواقعة شمال بلدية الميلية بجيجل من آثار التخلف والحرمان، حيث لاتزال البداوة بكل مظاهرها تصبغ حياتهم اليومية، وأوضح عدد من مواطني القرية أن معضلة الماء تبقى تلاحقهم إلى حين، إذ يتزودون بمياه غير معالجة، الأمر الذي جعل معظم أرباب العائلات يتنقلون مسافات طويلة لجلبها من ينابيع وعيون يثقون في نوعيتها بواسطة السيارات والأحمرة ضمانا لتزويد عائلاتهم بمياه صافية ونقية. وفي هذا السياق اتهم مواطنو القرية المجلس الشعبي الحالي بالتقاعس في حل معضلة المياه لكونه فشل في إنشاء شبكة خاصة بالقرية، مبرزين أنهم أوصلوا انشغالهم هذا في الكثير من الأحيان للسلطات المحلية التي لم تستجب لهم لحد الآن. وفي ذات الوجهة، تأسف سكان مشاط لغياب فرع بلدي يخلصهم من معاناة التنقل اليومي إلى مدينة الميلية لإستخراج مختلف الوثائق الإدارية، كما أن افتقار المنطقة لعيادة أو مستوصف قد زاد من تعقد وضعهم الإجتماعي وتردي وضعهم الصحي الذي يحتم عليهم التنقل اليومي لعيادات ومستشفى المدينة إذ يكلفهم ذلك أعباء مالية إضافية هم في غنى عنها. من جانب آخر، كشف رئيس المجلس الشعبي لبلدية الميلية ل”الفجر”، عن برنامج لتزويد مشاتي شمال البلدية غلى غرار مشاط وزرزور والعتقة وأولاد الصالح إنطلاقا من سد بوسيابة، موضحا أن الأزمة ستنتهي ريثما يتم الإنتهاء من مد القنوات وإقامة الشبكات التي ستسمح بربط البيوت وتزويدها بالمياه بشكل كاف ونوعي. وعلاوة على ذلك أوضح مصدرنا أن سكان مشاط محظوظون لكونهم أستفادوا من مشروع هام يتعلق بتعبيد الطريق الذي يربط قريتهم بمركز البلدية، إذ يعود إليه الفضل في تخلصهم من العزلة التي صارت من الماضي، لاسيما مع عودة مئات المواطنين إلى بيوتهم وأراضيهم التي هجروها في عشرية الدم والدموع. وفي نفس السياق أكد لنا المسؤول الأول على ثاني أكبر بلدية بالولاية جيجل على تمكن البلدية من إدخال الكهرباء لكل بيوت القرية دون استثناء. وقد سمح استتاب الأمن بالمنطقة في العقد الأخير من عودة سكان القرية لخدمة الأرض وبعث النشاط الفلاحي من جديد، إذ يرتكز على رعي الأغنام والماعز والأبقار، حيث يبيعون أصوافها وحليبها ولحومها في الأسواق لكسب مداخيل تعينهم على إقتناء حاجياتهم المختلفة من مواد غذائية وألبسة وأدوي. كما يمارس أهالي قرية مشاط الجبلية الزراعة التقليدية بإستغلال اراضيهم لإنتاج ما تيسر من المحاصيل الزراعية الموجهة لضمان معيشة عائلاتهم والفائض منه يبيعونه للتجار الشرعيين وغير الشرعيين بمدينة الميلية، ناهيك عن تربية النحل وجني الزيتون. ونفى رئيس المجلس أن تكون البلدية قد قصرت في حق سكان القرية وأبنائها ضاربا مثالا بفتح مدرسة ومطعم في إحدى جهاتها لأجل تمدرس 04 تلاميذ فقط.