في تناقض جديد للسياسة المغربية احتجت الرباط رسميا وطالبت أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي، الذي يحل اليوم بالجزائر في زيارة رسمية، ب”تفسير” حول تصريح أدلى به العربي لصحيفة "الخبر" جزائرية أكد فيه تأييده لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره وحرص الجامعة على حل النزاع في إطاره الأممي وهو نفس الموقف الأممي من النزاع والذي تتفاوض على أساسه الرباط مع جبهة البوليساريو تحت إشراف الأممالمتحدة. مرة أخرى يأتي الموقف المغربي متناقضا مع الواقع الذي يمارسه فبعد انسحابه من جنازة الرئيس الجزائري الأسبق الراحل أحمد بن بلة احتجاجا على حضور الرئيس الصحراوي نهاية الأسبوع الفارط في مراسيم دفن الرئيس الراحل في مقبرة العالية، وهو الذي يلتقي الوفد الصحراوي ويجلس معه في المفاوضات التي تشرف عليها الأممالمتحدة من أجل إيجاد حل للنزاع، ها هو اليوم يحتج رسميا أيضا على تصريحات أدلى بها أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي لجريدة ”الخبر”الجزائرية والتي كانت متطابقة مع مواقف الأممالمتحدة من النزاع الصحراوي مع المغرب، حيث تحدثت مصادر إعلامية مغربية نقلا عن أخرى مطلعة بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون، أن المغرب طلب من سفيره المعتمد بالجامعة العربية في القاهرة، استفسار أمينها العام نبيل العربي، حول ”صِحّة” تصريح صحفي قال فيه العربي إن من حق الشعب الصحراوي تقرير مصيره في قضية نزاع الصحراء الغربية والمغرب. وكان نبيل العربي الذي يزور الجزائر اليوم قال في تصريحه بأن ”موضوع الصحراء الغربية بين أيدي الأممالمتحدة. وبناء على قرارات الأممالمتحدة وبناء على رأي استشاري أصدرته محكمة العدل الدولية بخصوص الموضوع، وبحكم أن كل شعب في العالم من حقه تقرير مصيره، يجب أن لا تكون هناك ازدواجية في المعايير أو في المعاملة مع الملفات، فالشعب الصحراوي من حقه أن يقرر مصيره أيضا. والأممالمتحدة لديها مبعوث خاص في الصحراء الغربية، والأممالمتحدة تتولى هذه القضية ولا داعي لتدخل الجامعة في هذا الموضوع، إلا إذا طلب منها لأن الأممالمتحدة هي الأشمل. ويأتي هذا الموقف المغربي في فترة يسعى فيها المغرب بكل الطرق لفتح الحدود مع الجزائر الذي ترفضه الجزائر لأسباب أمنية واقتصادية تهدد الجزائر في حال فتح الحدود وفي وقت يسعى فيها القادة المغاربة وعلى رأسهم الرئيس التونسي المرزوقي الى إعادة بعث الاتحاد المغاربي ووضع القضية الصحراوية جانبا.