استمر إلى غاية ساعة متأخرة من نهار أمس، الاحتقان الكبير بين متظاهرين وقوات من الأمن المركزي المصري، في سيناريو من الصعب توقّع تطوراته في الساعات القليلة القادمة، خصوصا مع تزايد عدد الجرحى من الجانبين، وتزايد أعداد المتظاهرين المطالبين ب"إعادة إسقاط النظام". وسط حالة من الاستنفار الأمني بميدان العباسية بالقاهرة وأمام مقر وزارة الدفاع، شارك أمس، الآلاف من المتظاهرين ضمن فعاليات مليونية "الزحف الثوري" نحو وزارة الدفاع أو "مليونية النهاية"، حسب تسمية بعض القوى الثورية وهي المليونية التي ساندتها جماعة الإخوان المسلمين وحركة 6 أبريل واتحاد شباب الثورة وائتلاف شباب الثورة وحركة كفاية وتحالف ثوار مصر والاشتراكيون الثوريون إلى جانب عدد كبير من أنصار المرشح المستبعد الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل. وقد شهد الميدان منذ صباح أمس، سقوط عشرات الجرحى، بعد وصول مسيرتين إحداهما قادمة من مسجد الفتح برمسيس والأخرى من مسجد رابعة العدوية، يقودها عدد من أعضاء الحركات الثورية من بينها حركة شباب 6 أبريل وائتلاف شباب الثورة والجبهة الحرة للتغيير السلمي للمشاركة في فعاليات التظاهر في محيط مقر وزارة الدفاع وميدان العباسية فيما يعرف ب"جمعة النهاية" أو "جمعة الزحف". وهتف المتظاهرون ضد المجلس العسكري "يا مشير قول لعنان لسه الثورة في الميدان" و" ثوار أحرار هانكمل المشوار" و"يسقط يسقط حكم العسكر". هذا ويصر أنصار حازم صلاح أبو إسماعيل على عدم الرحيل من شارع الخليفة المأمون، فإما أن يعود الشيخ المستبعد إلى السباق الرئاسي وإما أن يرحل المجلس العسكري، في سيناريو قريب إلى حد التطابق مع سيناريو الجزائر 1992. وهو ما ينبئ بتصعيد خطير على المصريين الذي اعتقدوا أنهم أسقطوا نظام مبارك قبل سنة من اليوم، لكن كل المعطيات الميدانية تشير إلى عكس ذلك.