عبر عدد من سكان أحياء بلدية الوادي عن تخوفهم الكبير حيال انتشار مياه ملوثة بلون أحمر وأصفر في حنفيات الميّاه بمساكن مدينة عاصمة الولاية، شكّلت هاجسا لدى السكان لتخوفهم من تسببها في حدوث أمراض وبائية، قد تؤدي إلى أضرار صحية تكون كارثية على صحة السكان. سكان أحياء 19 مارس، حي باب الوادي، حي المجاهدين وكل الأحياء التي يتمّ تمويلها بالماء من البئر الارتوازي العميق الجديد بحي 19 مارس، والذي يضخّ مياها ملوثة، منذ أكثر من 20 يوما، بعدّة ألون مختلفة تميل أحيانا إلى الصفرة وأحيانا أخرى إلى الاحمرار. وذكر سكان هذه الأحياء ل”الفجر”، أن المياه التي تخرج من حنفيات بيوتهم لونها لم يعد على غير العادة، حيث صبغ باللون الأصفر مصحوبا برائحة كريهة مع ترسبات كبيرة لشظايا من الحديد التي ألحقت ببعض المواطنين خسائر مادية متمثلة في إيقاع أعطاب بآلات الغسيل. وأبدى السكان تذمرهم الشديد من هذه الوضعية السيئة التي وصلت إليها أحياؤهم بعدما تعذر عليهم الاستحمام في بيوتهم. وقال السكان إن الماء الذي يصلهم عبر الحنفيات لا يصلح لشيء حتى لغسل الثياب والأواني، وأحدثت المشكلة أضرارا أخرى كالمعاناة اليومية الناجمة عن تنقلهم للأحياء الأخرى خارج المدينة لجلب الماء، وهي التي أحدثت للسكان إرهاقا كبيرا لجلبهم المياه بكميات كبيرة لسد الاحتياجات. ولعل الخوف والهاجس الكبير الذي يؤرق السكان هو تخوّفهم من أخطار هذه الكارثة وأثرها على الأطفال مستقبلا، خاصة تلاميذ المدارس الذين توجد صحتهم في خطر وصحتهم، مهددة أيضا في حال شربهم للماء. كما تتخوف المصالح الإدارية في المؤسسات التربوية أيضا من أثر المياه كذلك على عملية الطهي في المطاعم، وهو ما دفع عددا من مدراء المؤسسات التربوية لإعطاء تعليمات صارمة لعمال المطاعم لتفادي استعمال مياه الحنفيات في عملية الطبخ، مع تشديد الرقابة على حنفيات المدارس خوفا من شرب التلاميذ منها. وناشد السكان السلطات الولائية، وعلى رأسها والي ولاية الوادي، ضرورة التدخل العاجل قصد وضع حد لهذه المعضلة وتجنيب السكان كارثة صحية محتملة في حال استمرار هذا الوضع. وفي ردها على المشكل المذكور أوضحت مصالح الجزائرية للمياه بالوادي، أن سبب تغير لون ورائحة المياه في مدينة الوادي مرده إلى تشغيل البئر الإرتوازي الجديد بغرب حي 19 مارس بمدينة الوادي، وهو الأمر الذي يجعل المياه ذات رائحة كريهة، وبها شظايا الحديد تمثل الترسبات وهذه الشظايا هي التي تصبغ المياه باللون الأحمر. وقد قامت ذات الجهة بأخذ عينات لمراقبتها والتثبت من صحتها وصلاحيتها للشرب. وطمأنت ذات الجهة أنه في حال ثبوت عدم صحية المياه سوف يتمّ توقيفها، غير أنها قالت إن مردّ هذا الأمر إلى عملية الضخ للماء، وهو أمر ضروري لأي بئر ارتوازي جديد.