يشتكي سكان عدة بلديات في ولاية تيبازة من رائحة الماء الشروب ولونه الأسود المتدفق من حنفيات منازلهم، الأمر الذي أثار الشكوك في نوعية الماء، وسرب معلومات من خلال هذه الظاهرة بأن الماء ملوث ولا يصلح للشرب، وبسبب هذا الأخير يلجأ المواطنون إلى شراء الماء المعدني أو الخوض في رحلة بحث عن مياه المنابع المنتشرة في أسفل جبال المنطقة .
تناول أعضاء المجلس الشعبي الولائي في دورتهم العادية الثالثة لسنة 2010 انشغال المواطنين المتعلق بنوعية وصحة الماء الذي يصل إلى حنفيات منازلهم، حيث أكدوا أن الماء ملون غالبا بالأسود وتصدر منه رائحة غريبة أثارت الشكوك والمخاوف في أوساط أهالي بلديات شرشال وسيدي أعمر وحجوط وكذلك الناظور وتيبازة مقر الولاية، إذ أجبرت هذه الظاهرة الناس للجوء إلى الارتحال كل يوم بحثا عن ماء الينابيع المتواجدة على مستوى ما يعرف "بعين سيدي موسى" ببلدية الناظور و"عين بارير" ببلدية مناصر، ومناطق أخرى تتشكل بها الطوابير عند حواف الطرقات، وهي عبارة عن حنفيات تتواجد أسفل الجبال تتدفق منها مياه الينابيع، ومنهم من يشتري قارورات الماء المعدني، وكلا الحلين يثقل كاهل الناس ويرفع من مستويات نفقاتهم، في ظل توفر الماء الذي بقي لغزا لم يفهم التيبازيون سبب صدور الرائحة منه ولا اللون الأسود الذي يتلون به.
من جهته، رد مدير الري في تدخله لتفسير الظاهرة وطمأن أن لون الماء الأسود يعود لاستعمال مادة الكربون النشط في تحاليل ماء سد بوكردان الذي يزود البلديات المذكورة، ويضيف أن رائحة الماء الكريهة التي تنبعث من الماء هي بسبب عدم استعمال بعض الطرق التقنية، وأن محطة تحليل مياه سد بوكردان لا تتوفر على الإمكانات اللازمة للتصفية الكاملة أو تحليلها، كما أرجع سبب ذلك إلى نقص الأكسيجين بالماء وعدم تهوية كمية الماء المتواجدة على مستوى 15 إلى 16 مترا في قعر حوض ماء سد بوكردان، كذلك أَضحت تلك الكميات من الماء تعاني من ظاهرة التشبع بالمواد العضوية والنيترونات، ما يثير رائحة غريبة بالماء.