شهدت بعثة المراقبين الدوليين الذين تابعوا الانتخابات، ب"نزاهتها وشفافيتها"، مثمنة السير الحسن للعملية في مجملها باستثناء مشاكل طفيفة، "الأمر الذي يعد نقلة نوعية في تاريخ الجزائر ويجعل ظروف سريان الاقتراع تكون قريبة من تلك التي تجري بالدول الديمقراطية". وكانت الشهادات التي صدرت عن رئيس بعثة مراقبي الاتحاد الأوروبي، إنياسيو سانشيز سالافرانكا، دليلا على ذلك، حيث قال إن فرق البعثة رصدت انطلاقة وسيرا حسنا للعملية مقابل حرية كاملة في التصويت بطريقة سلمية، كما نفى تسجيل أي صعوبات أو عراقيل، باستثناء ملاحظات طفيفة متصلة بسير العملية لا أكثر. كما ثمن رئيس البعثة التسهيلات التي وضعتها السلطات في متناول الملاحظين ما يعكس حسن النوايا والتعامل الجيد مع الطرف الآخر. يذكر أن بعثة الاتحاد الأوروبي التي تضم 150 عضو تتواجد بالجزائر منذ انطلاق التحضيرات الأولية للانتخابات، ومن المقرّر أن تستمر إلى غاية نهاية شهر جوان القادم، وتعد الشهادة التي قدمها الاتحاد الأوروبي مهمة كون مراقبيه ينتمون إلى الدول المشهود لها بعراقتها في الديمقراطية. أجواء الارتياح ذاتها صدرت عن ثاني أهم مراقبين دوليين، المعهد الديمقراطي الذي أكد عناصره أن العملية في بدايتها كانت جيدة، وحسنة، ولم تبتعد منظمة كارتر عن هذا الانطباع، لأن الضمانات والصرامة التي طبعت مراكز الاقتراع كانت بعيدة جدا عن تلك التي كانت تشهدها بعض المكاتب التي تعبث بها أيدي التزوير، غير أن المنظمتين الأمريكيتين ستصدران تقريريهما المفصل لاحقا بعد الإعلان الرسمي للسلطات الجزائرية عن النتائج. وبنى ملاحظو منظمة التعاون الإسلامي، موقفهم الإيجابي في سير العملية الانتخابية على التواجد المكثف مراقبي الأحزاب بمكاتب الاقتراع المختلفة وغياب التجاوزات، وتعد منظمة التعاون الإسلامي، تنظيم هام كونها تصم أزيد من 57 دولة عربية ومن منطقة الخليج وآسيا ولها حضور. وقال لحبيب كعبشي، رئيس وفد ملاحظي منظمة التعاون الإسلامي، الوفده جاء لحضور العرس الديمقراطي بالجزائر. وأضاف قائلا "لاحظنا أيضا وجود إرادة للقيام بمحاسبة بعدية وإن السلطات الجزائرية تعتبر كل الأطراف متساوية أمام القانون وهذا مهم" للتداول على السلطة في الجزائر. موفد المرصد الدولي لمراقبة الانتخابات، هو الآخر اعتبر الضمانات التي طبقت خلال الاستحقاقات الماضية مهمة ومحفزة، ومنها الصندوق الشفاف، وجود ممثلي الأحزاب بالمكاتب، السير الحسن للعملية في مجملها. ومن جهته؛ أكد ممثلو الاتحاد الإفريقي عن شفافية الاقتراع وسيرانه في أجواء هادئة وسلمية، مع وجود حرية كاملة للمصوتين وتعاون كبير من السلطات الجزائرية مع المراقبين الذين ناهز عددهم 500 شخص، فضلا عن الصحافة الأجنبية، التي تجولت بكل حرية عبر مراكز الاقتراع واتصلت مباشرة بالمواطنين.