بعد متابعتهم لأجواء الحملة الانتخابية؛ انتشر حوالي 500 ملاحظ دولي عبر 48 ولاية تلبية للدعوة التي وجهتها إليهم الجزائر للاطلاع على مجريات عملية الانتخاب كإجراء إضافي لضمان نزاهة وشفافية الاقتراع. وتوزع هؤلاء الملاحظون الدوليون الممثلون لكل من الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية ومنظمة الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي ومنظمة التعاون الإسلامي عبر أغلبية مكاتب التصويت بولايات الوطن والبالغ عددها 48 546 مكتب للوقوف على السير الحسن للعملية الانتخابية، ويقومون بمهام محددة وواضحة تتمثل في ملاحظة الانتخابات التشريعية في ظل احترام قوانين البلاد والسيادة الوطنية. وتعد بعثة الاتحاد الإفريقي التي تضم 200 ملاحظ ويقودها السيد جواكيم شيسانو الرئيس السابق لجمهورية الموزمبيق أكبر بعثات الملاحظين الموجودة بالجزائر من حيث العدد، وتتشكل من أعضاء في البرلمان الإفريقي وفي البرلمانات الوطنية الإفريقية وسفراء أفارقة لدى الاتحاد الإفريقي بأديس أبابا ومسؤولي الهيئات الانتخابية، وينتظر أن تقوم هذه البعثة بإعداد تقرير ترفعه للسلطات الجزائرية المعنية مرفوقا بانطباعاتها وتوصياتها. ويشارك الاتحاد الأوروبي -من جانبه- ببعثة تضم أزيد من 140 ملاحظ يترأسهم السيد خوسي اغناسيو سلافرانكا، وسيتواصل وجودهم بالجزائر إلى غاية شهر جوان المقبل خلافا للبعثات الأخرى نظرا لطبيعة عمل هذه الهيئة لدى إيفادها لملاحظين لمتابعة الانتخابات في العديد من الدول وليس حصرا على الجزائر. ويوجد وفد من ملاحظي الاتحاد الأوروبي الملقبين ب''الملاحظين على المدى القصير'' عبر كل ولايات الوطن لتدعيم عمل الملاحظين الأوروبيين ''على المدى الطويل'' الموزعين عبر التراب الوطني منذ شهر لمتابعة المسار الانتخابي. وكان الملاحظون الأوروبيون الذين يتمتعون بخبرة كبيرة في هذا المجال حاضرين بمكاتب الاقتراع منذ فتحها إلى غاية غلقها للإشراف على سير العملية الانتخابية كما تابعوا عملية فرز أصوات الناخبين. وكان رئيس البعثة الأوروبية قد أكد في أكثر من مناسبة أن عمل البعثة التي تلقت كامل الضمانات المتعلقة بشفافية مهمتها بالجزائر من طرف الحكومة الجزائرية يجري ''دون عراقيل'' عبر جميع ولايات الوطن. يذكر أنها المرة الأولى التي يرسل فيها الاتحاد الأوروبي بعثة ملاحظين لمتابعة سير الانتخابات التشريعية إلى الجزائر. كما تشارك جامعة الدول العربية بأكبر وفد لها في ملاحظة الانتخابات بالمنطقة يضم 132 ملاحظ جميعهم من موظفي ومسؤولي الأمانة العامة للجامعة تحت رئاسة السيد وجيه حنفي، ويقوم هؤلاء بمهامهم بالجزائر بموجب الاتفاق الموقع بين السيد مراد مدلسي وزير الشؤون الخارجية والأمين العام للجامعة العربية، السيد نبيل العربي، بمقر الأمانة العامة للجامعة في 11 فيفري الماضي والذي يحدد الوضع القانوني والإجراءات الإدارية الخاصة بملاحظي الجامعة لتشريعيات ال 10 ماي .2012 وكانت بعثتان من الجامعة العربية قد زارتا الجزائر في إطار ملاحظة الانتخابات التشريعية في 12 فيفري الماضي لبحث آلية وحجم مشاركة الجامعة ثم في 11 أفريل الماضي للاطلاع على الخارطة السياسية للأحزاب المشاركة في الانتخابات وموقف الفاعلين في الساحة السياسية الجزائرية بشأن التحضيرات لهذا الاستحقاق. وكان السيد نبيل العربي قد أكد في تصريحات سابقة على ''الأهمية الكبيرة'' التي توليها الجامعة العربية للانتخابات التشريعية في الجزائر، مشيرا إلى أن إيفاد ملاحظين إلى الجزائر بمناسبة الانتخابات التشريعية ''لا يعكس فقط وزن الجزائر على الصعيد العربي وإنما أيضا مدى اهتمام الجامعة بالتعاون الحقيقي معها''. وبدورهم؛ تابع ممثلو منظمة التعاون الإسلامي العملية الانتخابية البالغ عددهم 20 ملاحظا بين دبلوماسيين وبرلمانيين ضمن الوفد الذي يترأسه السيد لحبيب كعبشي وهو الأكبر الذي ترسله المنظمة لملاحظة عملية انتخابية. كما عرف هذا الاستحقاق الانتخابي حضور ملاحظين دوليين ممثلين للمنظمة غير الحكومية الأمريكية ''المعهد الوطني الديمقراطي'' الكائن مقرها بواشنطن تعبيرا منها عن دعم المجتمع الدولي للحكامة الديمقراطية والانتخابات التعددية في الجزائر ولتقديم تقرير حيادي ودقيق حول العملية الانتخابية للشعب الجزائري والمجتمع الدولي، يضاف إليه وفد ملاحظي منظمة الأممالمتحدة المتكون من ستة ملاحظين يقودهم السيد عمارة إيسي، وزير كوت ديفوار الأسبق للشؤون الخارجية والرئيس الأسبق للجمعية العامة لمنظمة الأممالمتحدة، كما يتركز هذا الوفد في ثلاث ولايات من الوطن من بينها الجزائر العاصمة لمتابعة هذه العملية الانتخابية إلى غاية صدور النتائج المؤقتة. وكانت بعثة استكشافية للمجموعة الأممية قادها السيد ايسي قد أقامت بالجزائر العاصمة من 6 إلى 13 أفريل الفارط، حيث أجرت محادثات مع كافة الأطراف المعنية بالاقتراع. وفي ولاية غليزان؛ تابع تسعة ملاحظين دوليين مجريات الانتخابات التشريعية عبر مختلف مراكز الاقتراع، ويتشكل هذا الوفد من ثلاثة ملاحظين من الجامعة العربية وأربعة من الاتحاد الإفريقي وكذا ملاحظين اثنين من الاتحاد الأوروبي، حسب مصالح الولاية. واطلع ممثلو الجامعة العربية على مجريات العملية الانتخابية بكل من بلديتي جدوية والحمري فيما انتقل ملاحظا الاتحاد الأوروبي إلى دائرتي وادي ارهيو ومازونة، أما ممثلو الاتحاد الإفريقي فقد تابعوا العملية على مستوى مكاتب الاقتراع بمدينة غليزان ليتنقلوا بعد ذلك إلى دائرة يلل غرب عاصمة الولاية، وكان الملاحظون الدوليون قد زاروا فيما قبل مقر اللجنة الولائية للإشراف على الانتخابات واطلعوا أيضا على التحضيرات الخاصة بهذا الاستحقاق.