* هل يعطي الشرع الرجل الحق في أن يمنع زوجته من رؤية والديها؟ وهل تطيعه في هذه الحالة وتقطع صلة الرحم وتعصي والديها؟ = إن الحياة الزوجية يجب أن تقوم على أساس من المودة والرحمة ولا يمكن أن يتحقق ذلك إلا بقيام كل واحد من الزوجين بحقوق الآخر، فيجب على الزوج أن يبر أهله وأهل زوجته ويحسن معاملتهم. كما يجب على الزوجة أن تبر أهلها وأهل زوجها وتحسن معاملتهم. وكما يرضى الزوج ويسره أن تعامل زوجته أهله معاملة حسنة كريمة. كذلك يرضي الزوجة ويسرها أن يعامل زوجها أهلها معاملة حسنة كريمة. ولذلك صرح الفقهاء أنه لا يجوز للزوج أن يمنع زوجته من الخروج إلى والديها في كل جمعة إن قدروا على الحضور إليها. وأبو يوسف يقيد خروجها بألا يقدرا على إتيانها فإن قدرا فلا تذهب. وقول أبي يوسف هو الحسن وينبغي أن يأذن لها في زيارتهما على قدر متعارف في الحين بعد الحين ولا يمنعهما من ذلك، فإن منعها امتثلت لأمره والحرمة تكون عليه. ولأن في كثرة خروجها فتحا لباب الفتنة خصوصا إذا كانت شابة بخلاف خروج الأبوين فإنه أيسر. وهذا كله إذا لم يكن في ذهاب المرأة إلى أهلها فتنة وفسادا لأخلاقها.