بلغت التوترات ذروتها في ليبيا، في أول يوم الانتخابات، خصوصا بعد مقتل موظف في اللجنة الانتخابية لدى إطلاق النار من سلاح خفيف على مروحية كانت تنقل لوازم انتخابية في منطقة الحواري جنوب بنغازي، كبرى مدن الشرق التي تبعد ألف كلم عن طرابلس. ودعا أنصار الفدرالية إلى مقاطعة الانتخابات وهددوا بنسفها، احتجاجا على توزيع المقاعد في المجلس المقبل. كما حاول ناشطون من دعاة الفيدرالية عرقلة سير العملية الانتخابية عبر دعوات المقاطعة في شرق ليبيا، احتجاجا على عدم توزيع أفضل لمقاعد المجلس بين المناطق. وفي طرابلس، أكد مسؤول انتخابي كبير وقوع حوادث في الشرق، لكنه قال إن الانتخابات لن ترجأ في هذه المناطق، فيما تسعى اللجنة الانتخابية إلى إيجاد حلول. وأضاف إن ”92 ٪ من مكاتب التصويت مفتوحة” في أنحاء البلاد. وذكر مسؤول أن بعض المكاتب التي بقيت مقفلة، موجودة في أجدابيا التي تبعد 160 كلم جنوب غربي بنغازي كبرى مدن الشرق والبعيدة ألف كلم عن طرابلس، وأسفر حريق مفتعل عن تلف بطاقات تصويت ولوائح انتخابية وصناديق اقتراع في مستودع بالمدينة. كما أفادت قناة ”العربية” الإخبارية بإحراق مراكز اقتراع في بلدة قمينس غرب بنغازى في شرق ليبيا، في الوقت الذي يتوجه فيه الليبيون اليوم، السبت، إلى مراكز الاقتراع في أول انتخابات تشهدها البلاد منذ أكثر من أربعة عقود، لانتخاب أعضاء المؤتمر الوطني الذي سيحل محل المجلس الوطني الانتقالي، الذي تأسس لإدارة البلاد خلال الثورة ضد الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي العام الماضي. وأعلنت المفوضية الليبية العليا للانتخابات تعليق الانتخابات في ميدنتي أجدابيا والبريقة بشرق البلاد، وذلك بعد سرقة مواد انتخابية خاصة بعملية الاقتراع واقتحام مراكز انتخابية بتلك المناطق. وذكرت المفوضية في بيان لها اليوم السبت أن ذلك لا يؤثر على سير العملية الانتخابية لانتخابات أعضاء المؤتمر الوطني العام.