تشهد واجهة البحر، منذ اليوم الأول من شهر رمضان، تدفقا كبيرا للعائلات الوهرانية، خاصة بعد فتح العديد من محلات بيع المرطبات والمثلجات التي تتوزع على طول الطريق وسط الأضواء المتلألئة التي تعطي ديكورا مميزا، يستهوي المواطنين الوافدين إلى المكان من كل أحياء بلدية وهران وهو ما يجعل أيضا العائلات يوميا تتردد عليه للاستجمام واستنشاق الهواء العليل بعد عناء طيلة النهار في العمل أو المطبخ لتحضير مائدة الفطور. وأصبحت حديقة التسلية المحاذية لمسرح الهواء الطلق قبلة للأسر رفقة أبنائها، أين تجدهم يجلسون جماعات يتبادلون أطراف الحديث ويتلذذون بأكل الحلويات التقليدية، منها الشامية والزلابية وأصبع القاضي، إلى غاية ساعات متأخرة من الليل. وفي طريق عودتها تحمل معها بعض المأكولات من عند بائعي اللحم المشوي المنتشرين على الطاولات.. ليتم تناولها في السحور. كما تفضل عائلات أخرى قضاء سهراتها الرمضانية في “جنة الأحلام” الخاصة بتنزه الأطفال والكبار بحي العقيد لطفي، الذي أصبح قبلة جديدة لتوافد العائلات الوهرانية لما فيه من أدوات لعب وآلات لتسلية الأطفال، ما جعل المكان قبلة مفضلة للعائلات، حسب تعبير السيد (ع. عبد القادر) الذي وجدناه رفقة أطفاله وزوجته بالمكان من أجل الترويح عن النفس والتمتع بالهواء المنعش ليلا، خاصة أن هذا المكان أصبح يستهوي عائلات عديدة رفقة أطفالها. وفي ذات السياق، تقول السيدة (م. سعاد) ربة بيت، إن طيلة شهر رمضان الكريم يعد هذا المكان القبلة المميزة للاستراحة بعد عناء نهار كامل مع وجبات الإفطار، إلى جانب أنه مكان من شأنه أن يتنفس فيه المرء بعيدا عن ضجيج السيارات، “بالإضافة إلى أن قناة “اليتيمة” أصبحت لا تقدم إلا البرامج الرديئة التي لا تسمن ولا تغني عن جوع.. ما يجعلنا نحمل أطفالنا ونقصد حديقة التسلية للترويح عن النفس ككل يوم من هذا الشهر الكريم”. هو رأي مجموعة أخرى من العائلات التي وجدناها في المكان تتناول بعض الحلويات والمثلجات التي تسوق في المكان من قبل بعض الباعة، وتتمتع بنسمات الليل الهادئ، والتي أجمعت أن هذه الحديقة الجديدة أفضل بكثير من جنة الأحلام القديمة المتواجدة بحي الحمري العتيق، التي أصبحت قبلة لمجموعة من الأشرار والعصابات التي تقوم بالاعتداء على المواطنين والأفراد وترهب الأطفال “ما جعلنا نقاطع ذلك المكان بحثا عن الأمن والأمان الذي وجدناه في حديقة التسلية بالعقيد لطفي“.