شهد شهر الصيام في السنوات الأخيرة بروز ظاهرة الخيم الرمضانية التي تقام في الفنادق، أو بمساهمة بعض الشركات التجارية والخدماتية، مثل متعامي الهاتف النقال أو وكلاء السيارات المعتمدين في الجزائر، حيث تقدم عروضا للصائمين تتعلق أساسا ببعض النشاطات الثقافية والقعدات التي يتخللها الشاي والحلويات الشرقية، مع ما يرافقها من نشاط ثقافي وترفيهي. نقلت هذه الظاهرة الخيمة من ثقافة البوادي والصحاري إلى فضاء المدن والفنادق الكبرى، حيث صارت تشكل في إحدى جوانبها متنفسا للفنادق التي تبحث عن طريقة لتعويض المداخيل والزبائن الذين تفقدهم خلال شهر رمضان، خاصة أن رمضان هذه السنة تزامن مع موسم الاصطياف والعطل التي كانت هذه المؤسسات تعتمد عليها سنويا لتحقيق بعض المداخيل في ظل الركود السياحي الذي تعرفه البلاد. وبهذا تصبح الخيمة الرمضانية أكثر من إرث ثقافي وحضاري، بل هو تقليد تجاري تسعى من خلاله المؤسسة التي تنظمه الى تحقيق الأرباح، لهذا نجد أن تنظيم الخيمة ليس حكرا فقط على المؤسسات الفندقية بل تعداه إلى شركات ووكلاء السيارات المعتمدة في الجزائر. وعادة تلجأ هذه الشركات إلى الاعتماد على الفنانين ونجوم الفكاهة لجلب الجمهور، غير أن الجلسات في الخيمة ليست في متناول كل العائلات طالما أن الأسعار فيها تفوق القدرة الشرائية للناس البسطاء، إذ تشهد أسعار الدخول وتكلفة الزبون الواحد ما بين 1300 دج و 1600 دج، بالإضافة إلى قيمة ما يستهلكه الزبون داخل الخيمة من الشاي و قلب اللوز وحلويات وغيرها، حيث يصل مثلا سعر كوب شاي في خيمة سيدي يحي إلى 600 دج، وقد يصل سعر قطعة قلب اللوز إلى 500 دج. ويصل سعر طبق كسكسي بالزبيب في خيمة الشيراطون إلى 1000 دج، الأمر الذي يجعل رواد هذه المساحات الترفيهية حكرا على طبقة معينة من الناس رغم أن بعض المؤسسات ومنظمي هذه الخيم يلجأون إلى تقديم تخفيضات هامة للزبائن والعائلات قد تصل إلى أربعين في المائة. وبقدر انتشار ظاهرة الخيم الرمضانية في الجزائر خاصة في السنوات الأخيرة، حيث صارت تقليدا سنويا يرافق شهر الصيام، جلبت معها عادات وتقاليد منافية لحرمة الشهر الفضيل، حيث تكثر مظاهر العري والمجون وحتى الكيف.. ما دفع العائلات إلى العزوف عن هذه الأماكن لأنها تتنافى مع حرمة شهر الصيام وتفقد رمضان أجواءه وطابعه الديني، فبعض هذه الخيم تتحول الى ما يشبه الملاهي ولا يربطها برمضان غير الاسم فقط!.