أنيسة.ب الخيمات الرمضانية ..من الصحراء إلى قلب المدن هي ظاهرة تجارية تتسع عاما بعد آخر، وصارت تمثل موردا هاما بالنسبة للفنادق والمنتجعات السياحية في الجزائر، الأمر يتعلق بالخيماتالرمضانيةالتي تستثمر فيها المؤسسات الفندقية المحلية لزيادة عائداتها ولذلك سارعت كبرى الفنادق في البلاد ، لتنظيم خيمرمضانية خلال شهر الصيام الحالي، فيما جنحت أخرى إلى تنظيم ما سمتهاقعدات عائلية وهي مجالس ترفيهية خاصة بالعائلات فقط ، في نمط أريد منهتجاوز حالة الركود التي عانت منها كثير من الهياكل الفندقية منذ افتتاح الصيف الحالي، بحكم ما أفرزه اختزال الإجازات غداة تزامن موسم الاصطياف مع حلول شهر الصيام، وهو ما أقحم الفنادق في ورطة كبيرة بحكم عزوف السكان المحليين عن مراودة الفنادقكالعادة، ما كبد مختلف المؤسسات السياحية المحلية، خسائر هامة، بفعل تضررها كثيرا جراء التراجع الملحوظ في أعداد المصطافين والوافدين ، و هو ما جعل الصحراء تنتقل إلى المدن في كل تفاصيلها ،و هذا بسبب حرص ملاك الفنادق و المطاعم على توفير كل الديكورات التي تعكس طبيعة الصحراء ، و هو الأمر الذي حرصت على تقديمه مختلف وكلاء السيارات المعتمدة في الجزائر ، و هذا بهدف جلب الجمهور و بيع أكبر قدر من المنتجات و بذلك تصبح الخيمة إحدى نكهات رمضان الكريم . إقبال كبير و أسعار خيالية تعد الخيمات الرمضانية و القعدات العائلية متنفسا للصائمين بعد يوم من الجوع و العطش و الإرهاق ، إذ يسهم جلب إدارات الفنادق لألمع وجوه الغناء والفكاهة، وحرصها على ضمان دسامة برامج هذه الخيمات من خلال إدراجها عروضا للأزياء التقليدية، في انتعاش محسوس إثر التوافد الكبير للآلاف على هذه الخيم التقليدية المنصوبة بفندقي "الهيلتون"، "الشيراطون" وغيرها من الفنادق و حتى وكلاء السيارات المعتمدين . ولكن ما يعيب على هذه الخيمات هو الأسعار الباهظة لمنتجاتها من حلويات و مشروبات ، و حتى أسعار الدخول إذ تتراوح بالنسبة للزبون الواحد مابين 1300 و1600دج و هذا دون احتساب تكاليف الخدمة داخل الخيمةوقيمة ما يتم استهلاكه، وهو ما يعني جني المنظمين لأرباح بالملايين، و يذكر أن العائلات الوافدة لهذه الأماكن هي من العائلات الميسورة الحال كون العائلات الأخرى تعد من الكماليات بالنسبة لها ، و هذا لأن رمضان استنزف كامل جيوبها في المشتريات و مصاريف البيت . أناس يقاطعون الخيمات الشبيهة ب "الملاهي" تزايدت أعدادها في السنوات الأخيرة بشكل ملفت للانتباه ، و في الوقت الذي تلقى فيه خيمات رمضان الرواج نجد أناس يرفضونها بسبب أنها تنتهك حرمة رمضان ، و هذا لأنها تتحول إلى ملاهي يسمع فيها الغناء الماجن و يكثر العري و غيرها من المظاهر التي تفقد رمضان نكهته الدينية و حرمته ، و لهذا فإن بعض العائلات تعزف على الذهاب إليها كون ظاهرها ديني و باطنها شبيه بما يحدث في الملاهي .