صالون الزواج ثمرة "أنساج " لتشغيل الشباب في أول طبعة له نظم صالون الزواج من طرف مؤسسة "دي زاد ايفنس " المختصة في تنظيم التضاهرات الإقتصادية و العلمية و الثقافية ، تحت إشراف السيدة "سامية جبالي" التي أرادت أن يكون مشروعها المنبثق من جهاز "أنساج" ثمرة حلوة المذاق لكل شاب وشابة جزائرية يستعدان معا لإكمال نصف دينهما إلى جانب بعضهما البعض ، وكان الهدف من تنظيم الصالون الذي فتح أبوابه بتاريخ 28 أفريل المنصرم و امتد لثلاثة أيام متتالية بفندق "ميزافران " بزرالدة ، كان الهدف منه التعريف بمفهوم جديد يعنى بالتنظيم المتميز للإحتفاء بالزواج ، وهو مفهوم معروف على نطاق واسع في العديد من الدول شرقا وغربا ، لكنه لا يزال في مجتمعنا الجزائري ثقافة جديدة ، تسعى المشرفة على الصالون إلى توسيعها في الذهنيات الجزائرية ، خاصة و أنها تحمل الكثير من الإيجابيات بالنظر إلى الخدمة التي تقدمها للمقبلين على الزواج ، لا سيما العروس التي تجد نفسها منهكة القوى الجسدية والنفسية من أجل التحضير لليوم الموعود ، وربما تجد نفسها قد أنفقت الكثير من الأموال دون أن تكون في النهاية راضية عن النتيجة ، فمن أجلها خصيصا تقدم الشركة المنظمة خدمتها ، وتجعل من نفسها وسيطا بين الراغبين في الزواج و بين مقدمي مختلف الخدمات التي يكون لها العروسان بأمس الحاجة ، كالمطاعم وقاعة الحفلات و صالونات الحلاقة والتجميل ،و حتى الفنادق ووكالات السفر و العقار وغير ذلك من العروض المميزة والمغرية . كل هذه الخدمات تسعى المشرفة على الصالون السيدة "سامية جبالي" على توسيعها بمختلف ربوع الوطن من خلال برمجة عدة صالونات خارج العاصمة من أجل التعريف بالغاية المرجوة و الهدف المنشود من هذا المشروع .
مير زرالدة جال أرجاء الصالون و ثمّن المبادرة أهمية هذا المشروع و طابعه التوعوي فضلا عن التجاري حرّك فضولنا ، و جعلنا نحرص على حضور الصالون منذ إنطلاقه في الساعات الأولى من اليوم الأول ، فكانت الإنطلاقة في حدود الساعة الحادي عشر صباحا لتدوم إلى السابعة مساءا ، ليسير على تلك الوتيرة خلال الأيام الثلاثة المنظمة ،و أفتتح الصالون بكلمة ألقاها مير مدينة " زرالدة " السياحية الذي ثمّن في كلمته المبادرة واعتبرها حسنة و طيبة ، وتحمل بعدا تثقيفيا يبرز تقاليد الإحتفاء ومراسيم الزواج في بلادنا ، كما تحمل بعدا تعليميا من شانه توعية الشباب الراغب في الزواج من خلال إمداده بنصائح ثمينة من طرف مختصين و أصحاب الخبرة الواسعة ،على غرار الجانب التجاري الذي يعرض خدماته المتنوعة بإشراف فئة شبانية أرادت إبراز نفسها على الساحة و دخول عالم الشغل من أوسع الأبواب ، هذا وقد تجوّل مير زرالدة في أرجاء صالون الزواج بفندق "ميزافران " ، ليقف على مجهودات قيّمة من شأنها إضفاء الطابع الإيجابي على مدينة زرالدة المعروفة بجانبها السياحي . مزيج بين التراث الجزائري والمغربي في خيمة تشدُ الناضرين
قبل دخولنا الصالون إستوقفتنا خيمة منصّبة على مقربة من أبوابه ، و بدخولنا إليها شدّ إنتباهنا تلك الألوان الزاهية التي جسدتها أنامل ذهبية على زرابي و فساتين نسائية و لوازم أعراس ، كانت مزيجا بين التراث الجزائري و المغربي ، فمن "الشدّة " التلمسانية و اللباس العنابي إلى الجبة الشاوية و القفطان المغربي ، وكان البندير والصندوق الذي توضع فيه مجوهرات و هدايا العروس من أهل عريسها حاضران في الخيمة التي حرص منصبوها على إستضافة كل داخل إليها و تعريفه بكل ما عرض فيها ، فالعمّارية بمعنى "الهودج" صارت غنية عن التعريف بعدما أكدّ لنا أحد القائمين على الخيمة أنها وسيلة تجعل العروس يوم فرحها تشعر بقمة السعادة ، و هي جالسة عليها لتحمل على الأكتاف في جو بهيج يدخل الفرحة في قلبها ، و لا يمكن للعمّارية أن تغيب عن الأفراح المغربية ، مثلما لا تستغني عنها العديد من العائلات الجزائرية بنواحي الغرب ، هذا و لم يغب الشاي الصحراوي عن الخيمة الذي كان شاب أسمر من جنوبنا يتكفل بغليه على الجمر في إبريقي نحاسي ، ليذوقه لكل ضيف على الخيمة مرفوقا ببعض الحلويات . أجواء رومانسية و تنظيم محكم في صالون مميز صالون الزواج استقبل كل زوّاره بكل حرارة ، و شدّ انتباهنا أن القائمين عليه سهروا على ظهوره في أبهى حلّة بعد تضافر جهود دامت لثلاث أشهر كاملة ، فكان اللونيين الأبيض والذهبي مزيجا على الرداءات التي زينت حيطانه و أسقفه ، و كانت الشموع الحمراء التي وضعت في زوايا الصالون تنطق رومانسية في جو عائلي دافئ و بهيج ، أثار إعجاب الضيوف بما فيهم أصحاب بعض الجمعيات ذات الصلة بهذا المشروع ، و في هذا الصدد قال رئيس جمعية ترقية الحرف ،التي تسعى بأخذ يد الشباب البطال إلى أن يصنع مستقبله بيده أنه حرص على زيارة صالون الزواج ، خاصة و أنه يحمل البعد التثقيفي و التعليمي للشباب المقبل على زفافه ، على عكس باقي الصالونات المنظمة سالفا ، و التي كانت تسعى إلى الهدف التجاري البحت ، و بعد الجولة التي قام بها رئيس الجمعية السيد "خديم " لم يفوت أي زاوية إلا و أعطاها حقّها من الإمعان و الوقوف على إيجابياتها ، وكانت ملامح الإعجاب بادية على وجهه من التنظيم المحكم للصالون الذي جعله مميزا بلمسات شبّانية صاعدة . البهجة و الفرح فرضا أنفسهما وسط ضيوف الصالون وكان لصالون الزواج بفندق "ميزافران " نكهة للبهجة و الفرح فبعد إلقاء مير زرالدة لكلمته ، تقدم شاب بلباس العريس و فتاته بالثوب الأبيض الناصع من الخيمة ذات الطلعة البهية التي جمعت بين الأبيض و الوردي بديكور أبدعته أنامل شاب في السادس و العشرين ربيعا ، يدعى "نديم " و التي نصّبت خصيصا للتعريف بتقاليد الزواج في مختلف أرجاء الوطن ، فنديم شاب أبرز حضوره المتميز بالصالون رغم أنه كان غائبا عنه و في اتصال للجزائر الجديدة به ، أكدّ أنه عرض خدماته على الشباب المقبل على دخول القفص الذهبي باعتباره أحد منظمي الأعراس بخبرة تزيد عن الثلاث سنوات، هي خدمات تخلص الشباب من العناء و المشقة في البحث عن من يتكفل لهم بديكور قعدة العروس أو العريس ، كما يخلّصهم من رحلة البحث عن حامل آلة التصوير و الكاميرا يوم زفافه ، و التنقيب عن فرقة موسيقية " الزرنة" التي يتكفل له بإحضارها ، إلى جانب عروض أخرى كإحضار " العمّارية " التي تحدثنا عنها سالفا لكل عروس تأمل في ركوبها ، و كذا تزيين طاولات وكراسي الضيوف بأجمل الطلاّت ، كل هذا وأكثر من مهام منظم الأعراس " نديم " وغيره من أصحاب هذه المهنة الجديدة ، بأسعار مغرية و قناعة عن النتيجة . وكان العروسان اللذان حضيا بتلك القعدة المميزة قد تقدما إلى الخيمة في وسط بهيج أوجده أصحاب "الزرنة " الذين ساروا على خطى العريس و عروسته بأنغام موسيقية رائعة ، و من أجل إضفاء البهجة الدائمة على الصالون كان الفنان القبائلي المعروف " ماسي " حاضرا بآخر ألبوماته التي عرضت في "سيديهات" و فرضت بعض الأغاني القبائلية منها نفسها بالصالون . برنامج ثري بعيد عن "الطابوهات " يخدم العازمين على الزواج
أكدّت السيدة "ريم صايم" مسؤولة الإتصال بمؤسسة "دي زاد افنس" في حديثها للجزائر الجديدة ،أن هذا الصالون يندرج ضمن التظاهرات الاقتصادية العلمية والثقافية في آن واحد، الغرض منه إبراز تقاليد الاحتفال بمراسيم حفل الزفاف في العديد من مناطق الوطن وتطورها في الجزائر، من خلال مختلف الخدمات اللازمة والتي تشهد تطورات عديدة و طرق جديدة مستحدثة وهذا لتمكين الأسر والشباب العازم على الزواج بالتحضير لحفل الزفاف دون أي تعب أو عناء، بحيث سيكون لهم لقاء خلال ثلاث أيام على التوالي مع اختصاصيين اقتصاديين في هذا المجال لعرض آخر منتجاتهم وخدماتهم، خاصة خدمات منظم الحفلات والأعراس ، هذه المهنة الجديدة والتي هي في بداياتها في الجزائر، يود من خلال هذا الصالون التعريف بها وبكل جوانبها ومحتوياتها، دورها مع ذكر أهدافها ومزاياها، كل هذا من خلال الندوة الخاصة بها والمقررة في برنامج الصالون. و يهدف هذا الصالون أيضا إلى تحفيز الاختصاصيين الاقتصاديين في هذا المجال بالعمل على تحسين خدماتهم و تطويرها حسب متطلبات الرأي العام والخاص، ومواكبة نظرائهم في البلدان الأخرى و جعله موعدا سنويا وطنيا، للتذكير بتقاليدنا الجزائرية العريقة في إطار يضفى عليه جانب التطور والإبداع و يتواكب ومتطلبات الأسر والشباب المقبل على الزواج. و أضافت المتحدثة نفسها أن المؤسسة ارتأت أن يكون برنامج الصالون غني وثري بعدد المحاضرات المبرمجة وتنوع مواضيعها لما لها من أهمية بالغة الأثر حول موضوع الزواج، في الوقت الذي تدق فيه وزارة التضامن الوطني ناقوس خطر العدد الهائل والمتصاعد في نسبة الطلاق، تأتي المحاضرات المبرمجة لإعلام الشباب حول أهمية التحضير للزواج من جوانب أخرى غير الجانب المعتاد والمتمثل في المجال الفني والاقتصادي، من خلال التعريف بالزواج من الناحية الدينية والقانونية وتبعاتها وكذا أهمية الحديث عن التربية الجنسية وتمتين العلاقات الزوجية بعيدا عن "الطابوهات"، مع معرفة حقوق وواجبات كلا الطرفين والتذكير بتعديلات قانون الأسرة الجديد، وكذا التحسيس بأهمية التحضير السيكولوجي للزواج مع إبراز أهم المشاكل النفسية والطبية التي قد تحول دون ذلك، والتطرق إلى كيفيات التعامل معها مع ذكر الحلول ونصائح وإرشادات المختصين. إلى جانب كل هذا فقد عرض أزياء خاص باللباس التقليدي، لباس العروس و العريس.و كما أوجد ورشة خاصة بالتجميل و تقديم نصائح وإرشادات. "أفراح البهجة" محاضرة رحلت بالضيوف إلى زفاف القصبة في الزمن الجميل استهل الصالون في يومه الأول و ضمن المحاضرات التوعوية المسطّرة للشباب المقبل على الزواج بمحاضرة " أفراح البهجة "، تحت إشراف الأستاذ "بلقاسم باباسي"المختص في التاريخ العاصمي ، فكان له حديث متّع به الحاضرين و استمتع ، ونقل الجميع إلى أيام الاحتفاء الجميلة بالزفاف بحي سيدي عبد الرحمان "القصبة العريقة " بالعاصمة ، وجعلنا نغوصُ في سنوات الأربعينات و الخمسينات حينما كانت الأفراح تقوم دون الاستغناء عن التقاليد الجزائرية و من دون "بروتوكولات " ، وتحدث " باباسي " قائلا أن الزواج أنذاك كان منبثقا في "الحومة" و لا يخرج عن نطاقها ، فالشاب إذا ما عزم على إكمال نصف دينه فلن يحلق بعيدا و لن يجهد نفسه في البحث عن عروسه الملائمة بعيدا عن خمس أو ست عائلات تربطها به علاقة الجوار ، فيكلف والدته بخطبة ابنة الجيران لتقصد الأم العائلة التي تجاورها عملا بمقولة " ناخذو بنت الجيران " ، و بذلك تكون عائلة العريس على معرفة بعائلة العروس ، و ليس مثلما يحدث الآن الشاب يقوم بالتنقيب عن أصول الفتاة التي سيرتبط بها و يجعل نفسه أمام رحلة بحث عن جذور عائلتها لغياب " النية " يقول المختص في التاريخ العاصمي .
"بوبية" حجوط .. عروس في كامل جمالها و أناقتها يوم زفافها قد يسمع الكثير منا المثل القائل "بوبية حجوط " و قد يطلقه على كل فتاة تكثر من وضع المساحيق التجميلية على وجهها في الشارع ، و كأنها في يوم زفافها ، لكن العديد منا قد يجهل مورد هذا المثل و يكتفي بمضربه ، الأستاذ "باباسي " أفادنا في محاضرته بأصل هذا المثل ، فيقول أن في ذلك الزمن الرائع والجميل ، كانت كل عروس تستعد لدخول القفص الذهبي تذهب إلى شخص يقطن في مدينة الحجوط ، يتكفل بكل مستلزمات زفافها و كان شديد الحرص أن تبدو العروس في يومها المعهود في كامل جمالها و أناقتها ، فيمدُ لها يد العون في إتمام إجراءات زواجها على أكمل وجه ، إذ تجد الفتاة كل ما تحتاج إليه في محلاته التي جعلها خصيصا لخدمة العروسين ، وكان كل من يرى عروسا في يومها تبدو جميلة و باهية المنظر يعرف من دون شك أن الفضل في ذلك يرجع لمزين العروس و مزوّدها بحاجياتها القاطن بالحجوط ، فيقولون عنها "عروس أو بوبية حجوط " إلى أن صار مثلا على لساننا اليوم ، و قد خلف حجوط أبناءه الذين يملكون محلات "بزنيقة العرايس" في ساحة الشهداء من أجل تحقيق نفس الغاية ، وعن حلويات العرس قال المتحدث أنها كانت بسيطة و غير مكلّفة رغم أنها كانت مصنوعة من اللوز ، و لا تستغني العائلات في القصبة في أفراحها عن خمس أنواع "كالعرايش " ،القنيدلات و الدزيريات ، وللأطفال نصيب من الحلويات التي تصنع خصيصا لهم مثل " صامصة "و " الغريبية ".
تقاليد مثيرة لا يمكن لأهل القصبة العريقة الاستغناء عنها
أما ما يعرف "بالمهيبة " و هي الهدايا التي يقدمها أهل العريس للعروس فقد كانت بسيطة هي الأخرى ، لا تخلوا منها قارورة العطر و علب الحنّاء ، وعن حمام العروس فقد وصفه لنا الأستاذ "باباسي " بكل تفاصيله التي توحي بحياء و شهامة أهل القصبة و بالخصوص رجالها ، فإذا همّت العروس بالخروج من منزلها فستكون مرفوقة بزغاريد النسوة و كذا قطع السكر و الحلويات التي تنثر عليها أثناء سيرها في أحياء القصبة ، و يعمد رجال القصبة العريقة من أصحاب المحلات التجارية في ذلك اليوم الذي تتوجه فيه الفتاة إلى الحمام إلى غلق المحلات حتى لا تتوجه أنضارهم إلى العروس و التي يفضلون تركها في كامل راحتها يومها ، وقال المتحدث أن حمام العروس لابد آن يتوفر فيه صابون "الدزاير " الغني عن التعريف ، و الذي يجلب من مدينة بني عمران ، إلى جانب " البنيقة " التي تضعها المرأة على رأسها بعد استحمامها و تكون باللون الأبيض أو الوردي ، وبعد خروجها من الغرفة الساخنة بالحمام إلى الغرفة الباردة تتكفل مرافقاتها بتوزيع قطع الحلويات على أن يستفيد منها كل النسوة المتواجدين بالحمام . وكان من الحمامات المعروفة التي تقصدها العرائس بكثرة حمام "بوشلاغم "، "شباشق" و حمام "سيدنا" ، و لا يمكن أن تحرم العروس بعد الأجواء البهيجة التي يشارك عائلتها فيها جيرانها و أقاربها ، ويوم الخروج من الأسرة التي أحاطتها بكل رعايتها إلى يوم فرحها بإتجاه العش الزوجية ، أن تحرم من الخروج تحت " جناح " والدها الذي يغطّيها بالبرنوس التقليدي و كل دعوات المدعويين في زفافها ترجوا لها من الله أن تعيش حياة السعادة و الهناء مع زوجها .
أنامل يدوية اختزلت خبرة 20 سنة في فساتين تقليدية رائعة
خياطة فساتين العروس التقليدية فرضت نفسها بصالون الزواج ، لتزيده انجذابا و جمالا بألبسة تقليدية رائعة ، ذات الألوان الجذابة التي تعكس موسم الصيف و تجعل العروس في يومها المعهود تبدو في كامل أناقتها و أجمل حلّتها، هي إبداعات من صنع المرأة الجزائرية ، و صاحبة أنامل ذهبية تفننت في خياطة فساتين لم تتخلى عن تقاليدنا العريقة ، مثلما أضفت في البعض منها اللمسات المغربية الأصيلة ، الجزائرالجديدة لم تفوت فرصة التحدث إلى صاحبة ورشة للخياطة تقع بشارع فرحات بوسعد"ميسونيي " بالعاصمة ، إنها السيدة" بوعافية نعيمة " مصممة الأزياء ، التي جعلت وجودها بارزا وملفتا للصالون في يومه الأول من خلال عرضها لبعض الفساتين ، أما اليوم الثاني الذي شهد حضورا مكثفا فقد كان فرصة لها لإظهار مواهبها المميزة في خياطة الألبسة التقليدية للعروس من خلال تنظيم رائع لعرض الأزياء الذي راق لكل ضيوف الصالون و شدّ انتباههم، و كانت الفساتين المعروضة من صنع 13 شابة ممّن توظفهم عندها في ورشتها و هذا طبعا تحت إشرافها ، ورشة خياطة السيدة "نعيمة" أبدعت و بإتقان في صنع "الكاراكو العاصمي " و البدرون ، و كذا الجبة القبائلية و حتى الشاوية ، وكذا القفطان و محرمة الفتول ، إلى جانب بعض الفساتين التقليدية التي جمعت بين المغربي والجزائري ، كل هذه الإبداعات لم تأتي من العدم بل هي ثمرة جهود طويلة و خبرة ثقيلة ، فمحدثتنا متحصلة على شهادة في الخياطة الرفيعة من معهد التكوين المهني بدالي إبراهيم ، رقّتها لأن تكون مصمّمة أزياء مميزة ، كما أنها صاحبة خبرة في الخياطة التقليدية يزيد عمرها عن 20 سنة ، و في حديثها قالت السيدة أنها لاحظت في الآونة الأخيرة أن العروس و بعدما كانت تطلب أن تكون أولى طلّتها في " التصديرة " فستان باللون الأبيض أو الوردي ، إلا أنها تنازلت عنه و صارت الأزياء التقليدية مثل "البدرون" العاصمي أولى متطلباتها .
ورشات الحلاقة والحلويات لم تغيبا عن الصالون حتى يكتمل صالون الزواج ، ويكون ملّما بكل ما يتعلق بالزفاف الكامل ، كان لزاما على ورشات الحلاقة و التجميل ، وحتى صنع الحلويات التقليدية أن لا تغيب، فكان صالون " خوجة " للحلاقة النسوية المتميزة ، و الكائن مقرّه بباش جرّح ، حاضرا بتحليقات رائعة ظهرت على حسناوات متألقات في الصالون ، هذا و قد برزت بعض محلات الحلويات في الواجهة من خلال عرضها لأصناف عديدة من منتوجاتها .
اختتام صالون الزواج بأجواء بهجاوية بحضور "الطورطة " صالون الزواج الذي تتابع التعريف به لثلاث أيام كاملة ، أختتم مساء أول أمس في أجواء عائلية دافئة ، و قد ألهب الصالون الفنان القبائلي "ماسي " بأغانيه التي أداها وسط الحضور الذي استمتع بتلك النغمات القبائلية ، هذا و كانت " الطورطة " حاضرة لتقسم على ضيوف الصالون و تذوقهم طعمها اللذيذ ، بهذا أختتم الصالون الذي رحّب به الكثيرون واعتبره مبادرة طيبة من القائمين عليه على أمل عودته مجددا السنة المقبلة .