عاش، نهار أول أمس، سكان قرية مشاط ،التابعة لإقليم بلدية الميلية، 60 كلم شرقي الولاية جيجل، كابوسا حقيقيا مع ألسنة النيران ،التي التهمت أجزاء كبيرة من غاباتها الكثيفة. وحسب تصريح مصادر محلية ل”الفجر”، فإن ألسنة النيران قد التهمت أنواعا عديدة من الأشجار وفي مقدمتها أشجار الزيتون الضاربة في جذور الماضي، والتي احترقت عن آخرها، وتعود ملكيتها للعدد القليل من السكان الذين مازالوا متمسكين بأرضهم رغم الأزمة الأمنية التي مرت بها طيلة العقدين الماضيين، ناهيك عن تضرر المئات من خلايا النحل، وقد أثرت هذه الخسائر في نفوس أصحابها على اعتبار أن مادتي الزيتون والعسل تعدان مصدرين أساسيين لدخلهم ومعيشتهم. وفي سياق ذي صلة، أبرزت المصادر ذاتها أن لهيب النيران قد أتى على عشرات البيوت المهجورة، خاصة المباني المغطاة بالقرميد، وهي ملك للمواطنين الذين تركوا المنطقة في عشرية الدم والدموع ولم يعودوا إليها حيث يستعملونها كما قيل لنا في أيام جني الزيتون من كل عام، فيما أنقذ أعوان الحماية المدنية لبلدية الميلية ثلاث عائلات من الهلاك بعد أن حاصرتها النيران من كل الجهات. وأوجد الأعوان منفذا لفرار أفراد العائلات المحاصرين في الوقت المناسب، ثم قاموا بحماية منازلهم رغم الصعوبات التي واجهتهم بسبب كثافة الأشجار والنباتات وطول ألسنة اللهب، كما تمكن عناصر الحماية بالوسائل المختلفة التي استعملوها من حماية البيوت القليلة المأهولة بالسكان في عمق غابة القرية المذكورة. وقد علمت ”الفجر” من مصدر مسؤول بمديرية الفلاحة بأن المصالح المعنية قد باشرت عملية معاينة وتقييم حجم الخسائر المادية والتي تسبب فيها أزيد من 20 حريقا مهولا نشب في مختلف أقاليم الولاية جيجل منذ مطلع النصف الثاني من شهر جويلية المنصرم، حيث تنحصر الخسائر عموما في البيوت والحيوانات والأشجار المثمرة وخلايا النحل. ولحسن الحظ لم تخلف مختلف الحرائق التي اندلعت بالولاية أي خسائر بشرية بفضل الجهود التي بذلتها مصالح الحماية المدنية ووعي المواطنين وتضامنهم.