أرغمت ألسنة النيران التي اندلعت عبر غابات عديد بلديات جيجل المئات من العائلات على المبيت في العراء، حيث تجمع أفراد العائلات خارج البيوت، وفروا بجلدهم من لهيب النيران، التي أتت على الأخضر واليابس وأتلفت البيوت والأشجار وأهلكت الثروة الحيوانية، حيث وجد المواطنون أنفسهم محاصرين بحرارة الطبيعة وحرارة الحرائق في عز أيام رمضان، ولحسن الحظ لم تسجل مصالح الحماية المدنية أية خسائر بشرية. وحسب تصريح مصادر محلية ل”الفجر”، فإن أخطر الحرائق بالولاية اندلعت ببلديات الشقفة والميلية والسطارة، ويبقى الحريق الذي نشب بغابات أقوف ببلدية السطارة الأشد والأبرز، أين قضى أزيد من 03 آلاف ساكن ليلتهم في العراء، بعد أن حاصرتهم النيران من كل جانب، وأتت على عديد المنازل وأحرقتها عن آخرها، لاسيما بالنسبة للبيوت المبنية بالقش، كما تضررت أشجار الزيتون، التي تشكل مصدر عيش العائلات بمنطقة أقوف، وتعد من أجود أنواع الزيتون في الجزائر بالنظر لقدم أعمارها، كما أتت النيران على المئات من خلايا النحل التي تنتج عسلا طبيعيا لتواجدها في وسط الغابات، وقد مثل ذلك ضربة قوية للمربين الذين يعتمدون عليها لضمان معيشتهم أمام معضلة البطالة التي يحيونها، وما زاد في فزع السكان خروج الحيوانات المفترسة من جحورها ومخابئها وفي مقدمتها الخنازير والذئاب. وحسب المصادر، فقد كان بإمكان مصالح الحماية المدنية أن تطفئ ألسنة النيران في بدايتها لو لم تتأخر في تدخلها، وهو ما ينطبق على الحرائق التي شهدتها غابات ”بصام” الواقعة جنوب بلدية الميلية، حيث نجمت عنها عدة خسائر مادية وخاصة بالنسبة للأشجار بجميع أنواعها والثروة الحيوانية من أبقار وأغنام وماعز ودجاج. وأكد مواطنون ل ”الفجر” فرار العشرات من العائلات القريبة من الغابات من منازلها خوفا على حياة أفرادها، ولم يعودوا إلا بعد أن أخمدت ألسنة النيران في فترات متأخرة من الليل، فيما هب المواطنون من أحياء ومداشر مجاورة لإخماد النيران بوسائل تقليدية، وتقديم الدعم المعنوي للمتضررين. وفي سياق ذي صلة، علمت ”الفجر” من مصلحة الأرصاد الجوية بأشواط بأن انخفاضا في درجات الحرارة، سيكون تدريجيا ابتداء من اليوم، بسبب قدوم رياح شمالية من البحر تشكل نسيما بحريا يساعد على تراجع درجة الحرارة إلى درجتين وثلاث درجات، أين تستقر في معدل ما بين 32 و34 درجة، وسينتج عن ذلك تحسن الأجواء السائدة بولاية جيجل وبقية الولايات الساحلية الشرقية للوطن.