طالب سكان الجهة الشمالية من ولاية خنشلة بتدخل قوات الجيش جوا لإطفاء الحرائق التي تحاصر منازلهم، في الوقت الذي سجلت فيه ولاية بجاية حرائق مهولة لم تشهدها منذ الاستقلال. يغادر تباعا ولليوم الخامس على التوالي السكان بلديات لمصارة وبوحمامة وشليا ويابوس وتاوزينات وطامزة منازلهم متوجهين إلى وجهات مختلفة هروبا من الحرارة الشديدة التي تجتاح المنطقة بصفة خاصة والولاية بصفة عامة جراء الحرائق الكبيرة التي اندلعت بالمنطقة منذ منتصف شهر جويلية الماضي، لتزداد حدتها خلال الأسبوع الأول من شهر أوت، حيث التهمت إلى حد الآن في منطقة رأس الماء ببلدية تاوزيانت وبوعلوان ببلدية لمصارة أكثر من 300 هكتار، والحصيلة قابلة للارتفاع أمام عجز مصالح الحماية المدنية والغابات لولاية خنشلة عن إخماد الحرائق التي اندلعت في أماكن وعرة، وتضاريس صعبة المسلك. كما أبدى عناصر رتلي الحماية المدنية لولايتي تبسة وباتنة عجزا في الوصول إلى الأماكن التي صارت رمادا، واستسلم الجميع للأمر الواقع، حيث أكد الجميع أن تدخل الجيش عبر المروحيات لإخماد الحرائق جوا صار الحل الوحيد لإنقاذ الغابات خاصة أشجار الأرز الأطلسي التي بدأت النيران تقترب منها. وفي اتصالنا بمسؤولي الغابات، أكدوا أنهم ومنذ اندلاع الحرائق منتصف شهر جويلية الماضي وكل المعنيين وبوسائل بسيطة وقليلة حاولوا رفقة أعوان الحماية المدنية والمواطنين إخماد النيران التي لم تشهد الولاية حرائق بهذه الصفة منذ الاستقلال، مؤكدين أنهم راسلوا الجهات المعنية قصد التدخل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل أن تتعرى الولاية من الغطاء الغابي أمام استمرار اشتعال النيران في غابات البلديات الجبلية خاصة في غابات لمصارة وبني ملول ببلدية بوحمامة التي بها مساحة شاسعة من الغابات التي أتلف منها إلى حد الآن أكثر من ألف هكتار. 192 حريقا تتلف ربع المساحة الغابية في بجاية وفي بجاية مازالت الحرائق المهولة تلتهم المئات من الهكتارات بأكثر من خمس بلديات وهي أدكار وإغيل علي وبوخليفة، توجة حيث أحصت محافظة الغابات عشية أول أمس نشوب 22 حريقا، منها خمسة لا تزال في حالة الاشتعال، أتلفت أزيد من 910 هكتارات خلال اليومين الأخيرين، ليرتفع بذلك حجم الخسائر التي خلفها الحرائق إلى 4494 هكتارا، وهي أثقل حصيلة تسجل منذ سنوات الستينات. وحسب مصادر محلية فإن الحرائق خلفت خسائر كبيرة في الحظيرة المفتوحة للحيوانات البرية التي تم جلبها من الخارج خلال السنوات الماضية وتسريحها في مساحة محدودة من غابة أكفادو، حيث ذكر مواطنون أن قطعانا من الغزلان البربرية شوهدت في زوايا مغلقة من الحظيرة قبل أن تختفي، وحتى الثيران العملاقة شوهدت في حالة هيجان بسبب الحرائق والحرارة المرتفعة، وهو ما يمثل خطرا على سكان القرى المجاورة. وأضافت نفس المصادر أن الحرائق الأخيرة أتلفت عددا كبيرا من الإسطبلات والمداجن وخلايا النحل. وإلى غاية منتصف نهار أمس لا تزال عدة منازل بقرية تردام في توجة محاصرة من قبل النيران، وعدد كبير جدا من المتطوعين ورجال الإطفاء يبذلون قصارى جهدهم لمنع ألسنة اللهب من بلوغ الأحياء السكنية. إتلاف أزيد من ستة آلاف هكتار من الغابات في جيجل وفي جيجل بلغت المساحة الإجمالية للغابات التي أتت عليها الحرائق منذ بداية فصل الحر على مستوى الولاية، أزيد من ستة آلاف هكتار، وهي مساحة تضاعفت عشر مرات مقارنة بتلك التي أتلفت خلال نفس الفترة من السنة الماضية. وفي هذا الإطار سجلت مصالح الغابات منذ الفاتح جوان الماضي وإلى غاية بحر الأسبوع الجاري 256 حريقا، أتت في مجملها على أزيد من 3600 هكتار من المساحات الغابية 1300 هكتار من الأدغال، إضافة إلى قرابة ألف هكتار من الأحراش و118 هكتارا من الأشجار المثمرة، وذلك بارتفاع كبير مقارنة بالحرائق التي سجلت في نفس الفترة من السنة الماضية، والتي لم تسجل خلالها سوى 104 حرائق بمساحة قدرت ب633 هكتارا. وفي وقت واصلت أمس سبع حرائق إتلافها لمساحات غابية عبر مختلف البلديات الجبلية، ذكرت المعلومات المستقاة من المصالح المعنية بن البلديات الأكثر تضررا من الحرائق هذه السنة تتمثل أساسا في كل من زيامة منصورية وسطارة والعوانة وتاكسنة. وأشار مواطنون من بلدية أولاد رابح إلى أنهم تكبدوا خسائر كبيرة جراء الحريق الذي نشب قبل أيام بقرية بوطويل، والذي خلف إتلاف أزيد من 30 رأسا من الماشية وإسطبلات ومساحات شاسعة من أشجار الزيتون التي تعد مصدر رزق الكثير من العائلات، وهو الشأن بالنسبة لسكان قرية أقوف ببلدية سطارة، الذين فقدوا هم كذلك أعدادا كبيرة من الأشجار المثمرة وخلايا النحل في حريق نشب بالمنطقة العلوية للقرية.