انتشرت موجة الاحتجاجات في عدد من ولايات الوطن، شنها الراسبون في مسابقات التربية بكل من قسنطينة، الوادي، تبسة، عنابة، المسيلة، الجلفة وولايات أخرى، الذين لم يتقبلوا فكرة عدم إدماجهم، في حين تم إدماج من تتلمذ على أيديهم من أصحاب شهادات الماستر الذين تخرجوا حديثا، على حساب المتخرجين الأوائل الذين أفنوا أعمارهم يعملون كمتعاقدين في سلك التربية، وذلك في انتظار ما ستتخذه وزارة التربية وما سيخرج به اجتماع الوزير بن بوزيد الخميس المقبل مع نقابات القطاع. وحسب الأخبار الواردة من مختلف ولايات الوطن، فقد شهدت مديرية التربية بولاية عنابة محاولة انتحار فاشلة لأستاذة مادة الرياضيات التي قامت بصب البنزين على كامل جسدها أمام مدخل المديرية، احتجاجا على عدم خروجها في قائمة الناجحين، رغم أنها تملك 13 سنة من الخبرة. وأشارت مصادر محلية أن هذه الأستاذة ولجت القطاع التربية في 25 سنة، وقضت سنوات تدريسها تنتقل من مدرسة إلى أخرى في إطار التعاقد، لتأمل هذا العام أن تحظى بمنصب دائم بعد أن أعلنت مصالح بن بوزيد عن فتح باب التوظيف أمام الأساتذة المتعاقدين الذين لديهم الأولوية بناء على سلم التنقيط الذي منح 9 نقاط كاملة، منها 6 لسنوات الخبرة، و3 لأقدمية الشهادة، غير أن النتائج التي تم الإعلان عنها في 22 أوت كانت مخيبة للآمال بعدما تحرمان مجمل الحاصلين على شهادة الليسانس من التعليم الثانوي. ولا يختلف حال ولاية عنابة عن باقي ولايات الوطن بعدما لم يتقبل الأساتذة المتعاقدون ذوو سنوات طويلة من الخبرة فكرة عدم إدماجهم، في حين تم إدماج من تتلمذ على أيديهم من أصحاب شهادات الماستر الذين تخرجوا حديثا، والذين فتحت أبواب التوظيف أمامهم على مصراعيها على حساب المتخرجين من النظام الكلاسيكي، حيث انتشرت موجة الاحتجاجات في عدد من ولايات الوطن كقسنطينة، الواديوتبسة، وسجلت حالات احتقان شديدة بولايات المسيلة، أدرار، وهران، بسكرةوالجلفة. وتقدم العديد من الراسبين في مسابقات التوظيف بطعون إلى مديريات التربية الولائية، وإلى مديرية الوظيف العمومي، إضافة إلى شكاوى أرسلت إلى وزير القطاع أبو بكر بن بوزيد، ناهيك عن رسائل الاحتجاج والتظلم الموجهة إلى نقابات التربية، والتي طالبتها بالتدخل لوضح حد ل”مهزلة” التوظيف التي جرت يوم 12 من شهر أوت الجاري، والتي كان فيها الامتحان شفهيا. ووسط هذا الاحتقان المهدد بأن يجعل الدخول المدرسي القادم نارا وجحيما على الوزير بن بوزيد، يترقب الجميع ما سيخرج به اللقاء الذي سيجمع المسؤول الأول عن القطاع الخميس المقبل بمختلف نقابات التربية، والذي من المؤكد ستتغير أجندته من مناقشة المطالب العمالية للفئات التي رأت أن القانون الخاص لم ينصفها، والتطرق للدخول المدرسي المقبل إلى الزوبعة التي أثارتها قوائم الناجحين في مسابقة التوظيف. السناباب: نتائج المسابقة تنبئ بدخول اجتماعي ساخن وفي تعليقها على هذا الوضع، رأت الأمينة العامة لنقابة الوظيف العمومي ”السناباب”، نصيرة غزلان، أن مسابقة التوظيف في قطاع التربية ستشعل فتيل موجة الاحتجاجات من جديد، بعد أن قضت على آمال الأساتذة المتعاقدين في الحصول على منصب عمل دائم، وهو ما قد يدخل القطاع خلال الدخول الاجتماعي القادم في دوامة لا تحمد عقباها، مشيرة إلى أن العديد من الخاسرين في المسابقة سيحجون إلى العاصمة مطلع شهر سبتمبر الداخل للاحتجاج أمام وزارة التربية. وحسب غزلان فإن وزارة التربية الوطنية هي المسؤولة عن تبعات هذا الوضع، مذكرة بأن مصالح بن بوزيد أقدمت على إنهاء نظام التعاقد قبل التكفل بالأساتذة المتاعقدين الذين يملكون خبرة لا تقل عن 10 سنوات، والذين أحيلوا بعد نتائج هذه المسابقة على البطالة بعدما تم منح كل المناصب للمتخرجين الجدد من نظام ”أل م دي”، مبينة أنه كان من المفترض أن يتم المساواة في فرص النجاح سواء لمتخرجي النظام الكلاسيكي أو الجديد.