رفض وزير الخارجية الإيرانية علي أكبر صالحي، الجمعة، اتهامات الوكالة الدولية للطاقة الذرية للجمهورية الإسلامية بالقيام بأنشطة في موقع بارشين لعرقلة عملية التحقق من المنشأة. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الطلابية عن صالحي قوله إن تلك الاتهامات لا أساس لها من الصحة، وإن أي خبير في المجال النووي يدرك أن تلك مجرد حجة لأن أحدا لا يستطيع تنظيف موقع من نشاط نووي، على حد قوله. وكانت الوكالة الذرية قد اتهمت طهران في تقرير أصدرته الخميس بالقيام بأنشطة في بارشين قالت إنها ”ستعرقل إلى حد كبير قدرة الوكالة على إجراء عملية تفتيش فعالة”، ملمحة إلى أن طهران أزالت آثارا مشبوهة في الموقع. كما جاء في التقرير أن الوكالة تشتبه في أن إيران أجرت تجارب لانفجارات تقليدية يمكن تطبيقها في المجال النووي في بارشين، الأمر الذي تنفيه طهران. كما قالت الوكالة التابعة للأمم المتحدة إن الجمهورية الإسلامية ضاعفت قدرتها على تخصيب اليورانيوم في موقع فوردوعلى الرغم من العقوبات الدولية المفروضة عليها. وفي فرنسا، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إن ”إيران لم تغير موقفها البتة بشأن برنامجها”، وشدد في حديث لإذاعة أوروبا الأولى الجمعة على ضرورة تشديد القوبات المفروضة عليها. وقد أبدت إسرائيل قلقا بشأن تقرير الوكالة الذرية حول ملف إيران النووي. وأفاد مراسل ”راديوسوا” في القدس خليل العسلي بأن وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان صرح بأن التقرير الجديد دليل على تجاهل إيران لكل الضغوط الدولية التي لا تعيرها طهران أي اهتمام، حسب تعبيره. وقال ”التقرير يتحدث عن خروقات واضحة لكل الالتزامات الإيرانية بالسماح بوصول المفتشين إلى الأماكن العسكرية والمواقع النووية حيث يتم هناك تسريع البرنامج العسكري الإيراني”. وأضاف أن ”من يقرأ التقرير يصل إلى نتيجة أن هناك تجاهلا إيرانيا واضحا للمجتمع الدولي، مما يجبر العالم على التعامل مع إيران بصورة مختلفة عما كان عليه حتى الآن”. وعلى إثر صدور التقرير حذرت واشنطن الخميس على لسان المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني من أن وقت الدبلوماسية لن يدوم إلى ما لا نهاية في معالجة مسألة برنامج إيران النووي. يذكر أن الوكالة وإيران عقدتا منذ مطلع العام الجاري عدة جولات من المفاوضات سعيا إلى الاتفاق على السماح لمفتشي الوكالة بزيارة موقع بارشين، إلا أن الطرفين لم يتمكنا من الاتفاق على شروط تلك الزيارة.