تعالت الأصوات داخل ليبيا المطالبة بضرورة التحرك من أجل تسليم الدول التي تستضيف رموز نظام القذافي ”المخلوع” وباقي أفراد عائلته الفارين منذ سقوط نظام القذافي، واعتبرت الحكومة الليبية تسليم موريتانيا للقيادي الليبي السابق عبد الله السنوسى إلى ليبيا فرصة لتحريك ملف الرموز الليبية الهاربين من اجل القيام بحاكمة جماعية لهم، كما أشار إلى ذلك القضاء الليبي الذي يعتزم تأجيل محاكمة سيف الإسلام بعد أن كانت مقررة الأسبوع القادم إلى حين التحقيق مع السنونسي. وقال ”طه بعرة” المتحدث باسم مكتب النائب العام الليبى ل”رويترز”، إن السلطات الليبية تتوقع تأجيل محاكمة سيف الإسلام قليلا، لأن عبد الله السنوسي الذي تسلمته ليبيا مؤخرا من موريتانيا، قد يدلي بمعلومات يمكن أن تستخدم في محاكمة نجل القذافي. وكان مسؤولون حكوميون قالوا في أوت الماضي، إن محاكمة سيف الإسلام بشأن اتهامات بارتكاب جرائم حرب ستبدأ فى سبتمبر الجاري، وهذه أبرز محاكمة لشخصية تنتمي إلى حاشية القذافي حتى الآن. وقال بعرة، إن وفدا حكوميا ضم رئيس أركان الجيش الليبي ووزير المالية وأحد المسؤولين بمكتب النائب العام، كان قد توجه إلى العاصمة الموريتانية نواكشوط لمرافقة السنوسي لدى عودته إلى بلاده، مضيفا أن السلطات الليبية ستكفل للسنوسي كافة حقوقه، ولن تمانع في توفير محام له أثناء التحقيق إذا طلب ذلك، ولكن لن يجبره أحد على الاستعانة بمحام ما لم يطلب. وبدأت السلطات التونسية بالتحقيق مع السنوسي فور القبض عليه، وذلك عبر جمع الأقوال التي أدلى بها خلال رحلته على الطائرة من موريتانيا إلى طرابلس وأكدت اشتراكه مع سيف الإسلام في العديد من الجرائم. وحاولت موريتانيا المماطلة وعدم تسليم السنوسي، خاصة وأن فرنسا كانت ترغب في الحصول عليه، إلا أن الوفد هدد بقطع العلاقات، وهو ما دفعهم إلى الموافقة على تسليمه للسلطات الليبية فيما أشارت مصادر أخرى إلى أن تسليم السنوسي تم عبر صفقة مالية ضخمة بوساطة سعودية.من جهة ثانية، اتهمت ليبيا وكالة المخابرات المركزية الأمريكية باستخدام الإيهام بالغرق في الاستجواب، على النقيض من أقوال السلطات الأمريكية- بأن ثلاثة أشخاص فقط أُخضعوا لهذه الممارسة التي تُعد شكلا من أشكال التعذيب ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن المستشارة في منظمة هيومن رايتس ووتش لورا بيتر التي أعدت تقرير المنظمة ”إن الولاياتالمتحدة لم تسلم إلى القذافي أعداءه على طبق من الفضة فحسب، بل يبدو إن وكالة المخابرات المركزية قامت بتعذيب العديد منهم أولا”. وأضافت بيتر أن نطاق الانتهاكات التي ارتكبتها إدارة بوش، يبدو أوسع مما جرى الاعتراف به في السابق، ويؤكد أهمية فتح تحقيق شامل في ما حدث، في حين ذكرت المنظمة أن تقريرها يبين أن بريطانيا وعدت دولا أخرى، كانت متواطئة في مد يد المساعدة ضد أعداء معمر القذافي.