قال مسؤول حكومي إن محاكمة سيف الإسلام، نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، قد تتأجل بعد تسلم طرابلس رئيس المخابرات السابق عبد الله السنوسي، أول أمس الأربعاء، من موريتانيا. وكان مسؤولون حكوميون قد أعلنوا في شهر أوت الماضي أن محاكمة سيف الإسلام بشأن اتهامات بارتكاب جرائم حرب ستبدأ في سبتمبر الجاري. وهذه أبرز محاكمة لشخصية تنتمي إلى حاشية القذافي حتى الآن. وقال طه بعرة، المتحدث باسم مكتب النائب العام الليبي لرويترز، أمس، إن السلطات الليبية تتوقع تأجيل محاكمة سيف الإسلام قليلا، لأن السنوسي قد يدلي بمعلومات يمكن أن تستخدم في محاكمة نجل القذافي. لكن اعتقال السنوسي الذي يعرف ''بالصندوق الأسود للقذافي'' أخر على ما يبدو موعد المحاكمة التي استبعد محام من المحكمة الجنائية الدولية بالفعل أن تكون عادلة. وسلمت السلطات الموريتانية السنوسي لليبيا بعد إلقاء القبض عليه في نواكشوط في مارس. وتنازعت ليبيا وفرنسا والمحكمة الجنائية الدولية على تسلمه، وآخر الأنباء قالت إن السنوسي كان مرفوقا بعائلته. واستدعي، صباح الأربعاء، لأمر مهم، وتبيّن أنه يتعلق بتسليمه إلى طرابلس، وفق ما صرحت به ابنته بنواكشوط. على صعيد آخر قالت منظمة ''هيومن رايتس ووتش'' في تقرير أصدرته إن الحكومة الأمريكية في عهد الرئيس السابق جورج بوش عذبت معارضين للزعيم الليبي الراحل معمّر القذافي، واستخدمت وسائل من بينها تعريضهم ل''محاكاة الإغراق''، ثم سلّمتهم قسراً إلى النظام الليبي حيث تعرّضوا للمعاملة السيئة. وقالت المنظمة إنها اعتمدت في تقريرها على شهادات لمحتجزين سابقين ووثائق سرية للاستخبارات المركزية الأمريكية والمخابرات البريطانية تم الكشف عنها مؤخراً. وقالت لاورا بيتر، استشارية مكافحة الإرهاب في ''هيومن رايتس ووتش'': ''يبدو أن نطاق تورّط إدارة بوش في الانتهاكات أكبر بكثير مما أقرت به الإدارة الأمريكية، ما يعني أهمية فتح تحقيق شامل في حقيقة ما حدث''.