استنكر سكان بلدية سيدي لزرق النائية، بولاية غليزان، غياب البرامج التنموية الكفيلة بإخراجهم من اوجه المعاناة المتعددة التي أرهقت قاطني الجهة المعروفة بدواويرها المتناثرة، رغم المناشدات العديدة للجهات المسئولة التي لم تأخذ انشغالاتهم بعين الاعتبار. وحسب مجموعة من السكان في حديثهم ل”الفجر”، فان مشروع إيصال سكناتهم بغاز المدينة لايزال حبرا على ورق منذ أكثر من سنتين.. مستغربين كيف لبلدية لا يبعد عنها أنبوب الغاز سوى 300 متر والمار بجهة المجمع السكني، الكناندة، لاتزال محرومة من هذه الطاقة الحيوية، رغم أن المنطقة معروفة بطقسها الشديد البرودة، وهو ما أضر بصحة أبنائهم المتمدرسين خلال أيام البرد داخل الأقسام، إذ أن استعمال المازوت لتدفئة الحجرات أصبح مشكلا صحيا آخر يتربص بفلذات أكباهم. وفي ذات السياق، أبدى العديد من المواطنين استياءهم الشديد من “شطب” بلديتهم من الحصص السكنية في نمط الإجتماعي الإيجاري منذ سنوات خلت، وهو ما عمق أزمة السكن بهذه البلدية المعزولة. والغريب في الأمر، حسبهم، أن السلطات تتحجج بغياب الوعاء العقاري الكفيل باحتضان مشاريع تخفف من حدة الأزمة المستفحلة، لاسيما أن بلديتهم لم تستفد من أي مشروع منذ سنة 2005. ليخلص محدثونا من سكان بلدية سيدي لزرق، بالجهة الجنوبية من تراب ولاية غليزان، إلى مناشدة المسؤول الأول عن الجهاز التنفيذي، التدخل قصد منح بلديتهم مشاريع تنموية تحتية كفيلة بإنهاء معاناتهم اليومية، لاسيما ما تعلق بتهيئة الطريق الوحيد الذي أصبح في حالة متقدمة من الاهتراء وإعطاء الضوء الأخضر لمشروع غاز البيوت الذي يبقى حلما يراودهم منذ الاستقلال، وإدراج حصص سكنية في نمط الاجتماعي الإيجاري تخرجهم من بوتقة أزمة السكن الحادة التي تعيشها العشرات من العائلات. وما ولّد الإحتقان أن كل البلديات استفادت من مشاريع، ولكن بقيت بلديتهم خارج الإهتمام. وكانت آخر حصة تم توزيعها ب10 وحدات منذ نحو عشرية من الزمن، حيث لم يهضم المحتجون حجة انعدام الوعاء العقاري، مؤكدين أنه يوجد وعاء هام تابع لمديريتين كفيل بإزاحة الغبن عن السكان.