أسفرت عملية الاعتداء على شبكة الهاتف الثابت وسرقة الكوابل النحاسية بقسنطينة تكبد مديرية اتصالات الجزائر خسائر مالية معتبرة بلغت عتبة ال 9 ملايير سنتيم خلال السنة والنصف الأخيرة، وذلك استنادا لما كشف عنه مدير المؤسسة "محمد بوشمال"، في حديثه مع ال "الفجر"، وهي الخسائر التي تسببت حسبه في حدوث عدة انعكاسات سلبية جعلت الزبائن يدفعون الضريبة باهظا جراء انقطاعات خطوط الهاتف وما يترتب عنها من أزمات متصلة لاسيما ما تعلق بالانترنيث. وحرم العشرات منهم الاستفادة من هذه الخدمة، بسبب غياب الحرارة عن هواتفهم لعوامل تخرج عن نطاق السيطرة، على الرغم من مساعي الجهات الوصية في اتخاذ التدابير والإجراءات اللازمة من أجل الحد من عملية النهب التي تتعرض لها الشبكة بشكل دائم. وبغرض استئصال هذه الأزمة من جذورها شرعت مصالح مديرية الجزائربقسنطينة مطلع سنة 2011 في عملية عصرنة وتحديث خطوط الهاتف الثابت على مستوى الولاية في إطار مشروع وطني استفادت منه عاصمة الشرق سنة 2007 غير أن عملية البت فيه قد تعطلت لأسباب إدارية، وهي تقنية حديثة تعتمد على أجهزة تكنولوجية متطورة تم جلبها من الخارج بتكاليف باهظة جدا، حيث تم استبدال شبكة الهاتف التي كانت تسير بالكوابل النحاسية في وقت سابق بالألياف البصرية والزجاج، وهو مشروع ضخم سيمكنّ سكان قسنطينة على غرار سكان باقي ولايات الوطن الاستفادة من تقنيات الجيل ال3 للهاتف الثابت متعدد الخدمات. استحداث شبكة الهاتف بقسنطينة لا تزال قائمة على قدم وساق من أجل تغيير وتحديث أكثر من 18 ألف خط وهي العملية التي تشرف عليها إطارات وخبرات محلية تم تكوينها بالصين لفترة من الزمن، من أجل التمكن من المتابعة والتسيير، حيث تم الانتهاء لحد الآن من عصرنة كوابل الهاتف ببلدية عين السمارة ومنطقة سيساوي بالخروب وجزء من المدينةالجديدة علي منجلي، فيما لا تزال الأشغال جارية لتغيير كل الخطوط التالية بوسط المدينة 91، 92، 93، وبكل من بلدية ديدوش مراد وزيغود يوسف المنتظر الانتهاء منها قبل نهاية السنة الجارية، في حين سيتم عصرنة خطي 94 و64 خلال سنة 2013، بالإضافة إلى 5 بلديات أخرى. كما سيتم ربط عدة مناطق بالولاية بشبكة الهاتف الثابت خلال سنة 2013 على غرار كل من المدينةالجديدة علي منجلي التي أخذت حصة الأسد باستفادتها من 6 مشاريع، فبلدية الخروب من ثلاثة مشاريع، ومنطقة زواغي المستفيدة من مشروعين، فزيغود يوسف من مشروع واحد، وهي المشاريع التي يطمح القائمون على المديرية من خلالها إلى الحد من الضغط وحالة الاحتقان التي تشهدها خطوط الهاتف بالولاية.