وقّع الروائي أمين الزاوي، الجمعة الفارطة، بمنشورات جناح الاختلاف ضمن فعاليات صالون الكتاب الدولي في طبعته ال17، روايته الأخيرة المكتوبة باللغة العربية التي وسمها ب” لها سحر النحلة”، وسط حضور غفير من قرائه والأسرة الإعلامية، حيث تبادل معهم الحديث بخصوص هذا العمل. العمل الصادر عن منشورات الاختلاف الجزائرية و”ضفاف” ببيروت، والذي انتظره القراء بشغف، أراد منه الكاتب أمين الزاوي أن يؤرخ لجزئيات هامة من مرحلة العشرية السوداء التي تركت تبعاتها وآثارها السلبية على المجتمع الجزائري إلى غاية اليوم، من خلال قصة تدور أحداثها حول الفتاة “فاتي”، وهي طالبة بالجامعة، اضطرت بعدها لمغادرة مقاعد الجامعة والعمل بأحد المطاعم الواقعة بمدينة وهران، بسبب ما عانته الجزائر من جور الأوضاع الاجتماعية والسياسية سنوات التسيعينيات من القرن الماضي، حيث عالجت الرواية في أطوراها كيف وجدت “فاتي” نفسها “نادلة” دون أن تشعر بذلك، وغسّالة صحون وأطباق في عالم غير العالم الذي كانت تعيش فيه، حيث يطالبها صاحب المطعم ذات مرة أن تغني للزبائن بعد أن عرف بأنّ لديها صوت عذب وجذاب. كما تحمل الرواية عديد المفاجآت التي تكون بانتظار “فاتي” في هذا العالم الجديد والغريب عنها، إذ تحاول هذه الفتاة التخلص من طبيعة المرأة المحافظة ومظاهر الأنوثة الجافة، من خلال اقتحامها لعالم حر بلا قيود وسط مجتمع ذكوري مزقت على إثره ما كانت تتميز به، سعيا منها لصناعة حياة جديدة وذاكرة جديدة. ويبرز الكاتب الزاوي من خلال صفحات “ لها سحر النحلة”، بعدا فلسفيا ناقدا لواقع تعيشه بلدان العالم العربي وكذا الإسلامي، أين تتجلى سيطرة الرجل وسمة القبيلة الذكورية التي تكون بمثابة الآمر الناهي التي جسدها الكاتب في صورة “والد “فاطمة” أو”فاتي”. ويريد أيضا الزاوي في هذه الرواية أن يشير إلى عالم الحرية الذي يكاد يختفي في المجتمعات العربية.