سجلّت الجزائر حضورها في فعاليات المهرجان الدولي للمسرح الذي يتواصل بمدينة بركان المغربية إلى غاية ال 3 من الشهر الجاري تحت شعار ”الفن في خدمة التنمية”، بالمسرحية الموسومة ب”الفنان”، إلى جانب مشاركة مميزة من عديد الدول الأجنبية والعربية. قدّم، أمس، الفريق الجزائري المكون من الفنان الكوميدي مصطفى نيڤرو، الشاعرة فايزة مليكشي، وكذا مخرج وكاتب المسرحية علي طلبي على ركح ”ساكنة” المغربية وسط جمهور معتبر، مسرحية ”الفنان” المرفوقة بمقطوعات موسيقية جزائرية مستوحاة من التراث الشعبي الأصيل. وحسبما صرحت به فايزة مليكشي ل”الفجر” فإنّ العمل يروي بكثير من الحركات والإيماءات التي جسّدها الممثلون على الخشبة الوضعية المزرية التي يعرفها الفنان الجزائري بشكل خاص والعربي بصفة عامة، في إشارة إلى الظروف الصعبة التي يعاني منها، لاسيما في المجال المهني الذي يفتقر للإمكانات المادية والمعنوية، لكن يحمل في طياته نظرة تفاؤلية لمستقبله نتيجة الحركة التي بدأ يعرفها القطاع في مختلف الدول العربية وكذا الاهتمام الملحوظ بهذه الطبقة المثقفة في المجتمع. كما يقوم علي طالب، كاتب النص، في هذا العمل بالدور الرئيسي، حيث يتقمص شخصية عبد القادر والد الفتاة التي تدعى ”سكينة”، التي تتقمص دورها فايزة مليكشي في دور البطولة إلى جانب والدها، بينما يلعب الفنان في عمل ”الفنان” دور عازف على آلة الڤيتارة التي رافقت الممثلين على الركح إلى غاية النهاية، حيث استطاعت أن تضيف النكهة الجميلة والذوق المميز للعمل. وفي السياق عرفت التظاهرة، بمشاركة المختصين في الفن الرابع الدكتور عبد الكريم برشيد وغابرييل جيوديسلي، برمجة ندوة فكرية تتعلق بعلاقة الفن بالتنمية، إلى جانب مجموعة من العروض المسرحية التي تقدمها فرق من البلدان العربية والأجنبية، على غرار فرقة ”استديو المسرح” القادمة من لوكسمبورغ، التي قدمت عملا بعنوان ”كوميديا في محطة القطار”، بالإضافة إلى فرقة ”تافوكت” التي تعني بالعربية الشمس، لمدينة الدارالبيضاء، قدمت عرضا بعنوان ”اسكراف”، وكذا عروض أخرى، منها مسرحية لفرقة الريف التابعة للمسرح الأمازيغي من الحسيمة، تحت اسم ”امشضاح”. وفي السياق نفسه أوضح محمد بن جدي، عضو الجامعة الوطنية لمسرح الهواة، أنّ الهدف من هذه الفعالية الدولية هو خلق فضاءات ثقافيات ملائمة للفن الرابع بالمغرب، وكذا تفعيل الحركة المسرحية التي تساهم في بناء التنمية، مشيرا إلى أن هذه التجربة تشكل تمهيدا لخلق إبداع ثقافي وفني واسعين خلال الدورات المقبلة للمهرجان، بالنظر إلى الكفاءات والقدرات التي يتوفر عليها هذا المجال الفني.