خرج عشرات آلاف اليمنيين أول أمس الخميس، في صنعاء في مظاهرات رافعين شعارات مناهضة للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح الذي يتهمه معارضوه بالتمسك بطموحات سياسية والإبقاء على حالة عدم الاستقرار في البلد. وهتف المتظاهرون الذين لبّوا دعوة تجمع من الشبان يطالب خصوصا بإقالة مقربين من صالح لا يزالون يسيطرون على وحدات في الجيش "ثورتنا مستمرة ضد المخلوع والأسرة". وقالت وكالة "فرانس براس" إن المتظاهرين الذين ساروا من ساحة جامعة صنعاء إلى أمام منزل الرئيس عبده ربه منصور هادي الواقع في شارع الستين، رددوا شعارات متوجهين إلى الرئيس "يا هادي عجل بسرعة يحيى وأحمد آخر دفعة" و"لا أسرية لا ملكية يا هادي قيل البقية". وكان المتظاهرون يشيرون خصوصا إلى أحمد علي عبد الله صالح نجل الرئيس السابق الذي لا يزال قائدا للحرس الجمهوري، وهتفوا أيضا "لا حوار لا حوار قبل ترحيل العيال". وتجنب المتظاهرون لأسباب أمنية الاقتراب من مقر إقامة صالح الذي يحرسه مسلحون موالون له. ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها "مطلبنا إقالة العائلة والبدء بهيكلة الجيش"، و"يا دولة الأحرار هيكلة الجيش قبل الحوار". وأعلن منظمو التظاهرة نيتهم التظاهر مجددا في وقت لاحق في العاصمة للمطالبة بإعادة هيكلة الجيش بطريقة تفرغه من الموالين للرئيس السابق. ودعت اللجنة التنظيمية إلى التجمع خلال الأيام القادمة تحت شعار "الغضب الثوري". وقال مصدر في اللجنة التنظيمية لوكالة "فرانس برس" إن هذه التظاهرة هي البدء في مرحلة غضب الثوار المطالبين بتحقيق كامل أهداف الثورة التي خرجوا من أجلها، وأضاف المصدر إن الثورة حققت جزءا من أهدافها لكن على الجميع أن يدرك أن الثوار لن يهدأ لهم بال، لن يغادروا ساحات الحرية والتغيير إلا إذا تحققت كامل أهداف الثورة". وبعد عام من الاحتجاج، غادر صالح السلطة في فيفري الماضي بموجب اتفاق حول عملية انتقالية منحه والمقربين منه حصانة، لكنه احتفظ برئاسته لحزب المؤتمر الشعبي العام. وبقيت أقسام في الجيش موالية له، ولديه قناة تلفزيونية ما يعني بالنسبة إلى معارضيه أنه يقاوم العملية الانتقالية السياسية، ويسعى للعودة إلى السلطة، حتى أن البعض يذهب إلى اتهامه بالمسؤولية عن اضطرابات لا تزال تهز البلاد. والتظاهرات التي تطالب برفع الحصانة عنه، وإقالة المقربين منه من مناصب مهمة يتولونها، هدأت في الأشهر الأخيرة بعدما بلغت أوجها بمسيرة حاشدة في 11 سبتمبر.