جدّدت العائلات القاطنة ببلدية القصبة بوسط العاصمة، مخاوفها من انهيار بناءاتهم “الهشة” نتيجة اهتراءها الشديد، والتي قد تنهار على رؤوسهم في أية لحظة، لاسيما مع دخول فصل الشتاء، حيث طالبو السلطات المسؤولة بضرورة إدراجهم ضمن قوائم الترحيل المبرمجة نهاية السنة الجارية. وأكد عدد من سكان حي ذبيح شريف بسوسطارة وحسين عسلة وغيرها، تذمرهم الشديد من سياسة اللامبالاة والإهمال الذي تتبعه السلطات المسؤولة اتجاههم، في حديث ل”الفجر”، أن معاناتهم التي توارثوها أبا عن جد تعود لعقود ماضية رغم وعود السلطات الولائية في وقت سابق التكفل بترميمها، خاصة بعد تقدم حالة تصدع جدران وأسقف البنايات، هذا ما زاد من خوفهم الدائم والمستمر من سقوطها في أية لحظة فوق رؤوسهم، في حال وقعت هزات زلزالية. وفي هذا الصدد، أكد أحد السكان ‘'إن حياتنا باتت مهددة في أية لحظة حيث نضطر لقضاء ليال بيضاء خوفا من الانهيارات”، مضيفا ‘'لقد سبق وأن راسلنا السلطات المحلية، من أجل ترحيلنا، لكنها اكتفت بالمعاينة وتقاذف المسؤولية باعتبار أن ترميم هذه المنازل يدخل ضمن مخطط ترميم القصبة التابع لوزارة الثقافة”. وأضاف سكان المنطقة، أنهم باتوا مهددين بالموت ردما تحت الأنقاض، جراء الأضرار متفاوتة الخطورة التي تعرضت لها بنايتهم العتيقة التي تعود إلى العهد العثماني، بالإضافة إلى الأمطار التي تساقطت مؤخرا بغزارة والتي أثرت سلبا على البنية التحتية لمساكنهم، حيث بات من الضروري جدا اِلتفات السلطات المحلية إليهم وترحيلهم إلى سكنات اجتماعية لائقة في أقرب الآجال. كما يواجه السكان مشكل ارتفاع نسبة الرطوبة التي أدت إلى تشقق الجدران والأسقف، كما أن نقص أشعة الشمس داخل هذه البيوت أدى إلى إصابة الكثير من السكان بالأمراض المزمنة كالربو والحساسية. وتجدر الإشارة، أن أغلبية سكان بلدية القصبة الذين يعانون من اهتراء منازلهم قد أودعوا ملفات لدى مصالح الشؤون الاجتماعية بغية الاستفادة من سكنات اجتماعية، لكن طلباتهم لم تجد آذانا صاغية، ولم يتم التكفل بوضعيتهم إلى حد الساعة وبقيت الأمور على حالها بحسب ما صرح به لنا سكان البلدية.