تعيش نحو 80 عائلة تقطن في قرية أميه عطية، على بعد 7 كلم عن مقر بلدية ڤمار بوادي سوف، في ظروف اجتماعية مزرية حيث تفتقر لأدنى متطلّبات العيش الكريم، فسكانها يحلمون برؤية طريق معبدة تربط قريتهم بباقي المناطق المجاورة وتلاميذهم يقطعون يوميا مسافة 3 كلم للوصول إلى الابتدائية الوحيدة في هذه القرية، ومشاكل متراكمة زاد فيها البرد الشديد لهذا الشتاء تأزما، خاصة مع محدودية دخل شريحة هامة من قاطنيها. تعتبر قرية أميه عطية من القرى الفلاحية الناجحة بالمنطقة فسكانها يسترزقون من عائدات زراعتهم خاصة زراعة النخيل، التبغ و البطاطا، غير أن أهلها وغالبيتهم من الفلاحين يعانون من عدة مشاكل عويصة، لعلّ أهمها نقص الطاقة الكهربائية. وضاعف مشكل انعدام المسالك الفلاحية في عزلة سكان القرية الذين يحلمون برؤية طريق معبدة داخل قريتهم لكون جلّ طرقاتها عبارة عن مسالك ترابية وعرة يصعب على السيارات العادية المرور بها بسهولة، مما دفعهم لمطالبة السلطات المحلية فتح طريق يربطهم ببلدية الرقيبة نظرا للعلاقات الاقتصادية بينهما. كما سرد سكان القرية مشكلا آخر أكثر خطورة وهو انعدام قاعة علاج بقريتهم، حيث يضطرون للتنقل إلى عيادة بلدية الرقيبة لتلقي العلاج اللازم لأنها أقرب مسافة من مستشفى ڤمار، رغم ما في هذا الأمر من آثار سلبية للمرضى في الليل، أين ينعدم النقل تماما وغالبا ما يصاب المرضى بمضاعفات كبيرة جراء تعذر نقلهم ليلا. كما يضطر التلاميذ أيضا لقطع مسافة طويلة يوميا تفوق الكيلومترات ذهابا وإيابا للالتحاق بمقاعد الدراسة في الابتدائية الوحيدة المتواجدة بذات القرية، وما يعترضهم يوميا من مخاطر الطريق خاصة الكلاب الضالة، وهو ما جعل الأولياء يطالبون بالنقل المدرسي وكذا ابتدائية أخرى في الجهة الغربية من القرية لتخفيف الضغط عن الأولى. وفي الجهة الأخرى يعاني شبان القرية من البطالة، فالعمل يقتصر على حقول البطاطا أو أعمال البناء في قرى أخرى، خاصة بعد اندثار مهنة اقتلاع زهرة الصحراء، أوما يسمى محليا ”اللوسة”، وإعادة بيعها لاستغلالها في البناء أوفي آبار الصرف الصحي التقليدية لامتصاص المياه، أين أكد شبان القرية أن أغلب الأفراد كانوا يمارسون سابقا مهنة اقتلاع اللوس رغم المخاطر التي تتبع هذه المهنة من خلال اللسع العقربي وكذا إمكانية موت أحدهم تحت الأنقاض وغيرها من المخاطر في سبيل تأمين لقمة العيش لصغارهم، والتي كانت تعطى لهم بعض النقود، حسب تعبيرهم، لكن مع مرور السنين اندثرت هذه المهنة وتغير نمط العمل إلى زراعة البطاطا والتبغ، التي باتت تؤمن قوت العيال بصفة مريحة حسبه أفضل من ذي قبل، وحوّل العشرات من الشبان على البطالة المقننة نتيجة عدم استيعاب قطاع الفلاحة لكل البطالين. ويأمل سكان القرية التفاتة جادة من قبل السلطات المحلية والمجلس الجديد لبلدية ڤمار من خلال منحهم مشاريع هامة لفك عزلتهم، وإعادة البسمة لشبابهم وتشجيع الفلاحين على توسيع مساحاتهم الزراعية.