أكد المشاركون في جلسة الحوار الوطني التي دعا إليها الرئيس المصري محمد مرسي، أن هذا الأخير أبدى استعداده لإعادة النظر في إعلانه لحالة الطوارئ في المناطق التي شهدت أعمال عنف في الأيام الأخيرة، في وقت حذر فيه وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي من تفاقم الوضع الأمني في البلاد، بينما تتواصل الاحتجاجات في العديد من المناطق رفضا لحظر التجول، وسط توعد المحتجين في ميدان التحرير بمحاصرة قصر الاتحادية ومجلسي الشعب والشورى في جمعة الرحيل. حذّر وزير الدفاع المصري الفريق أول عبد الفتاح السيسي من أن التحديات والإشكاليات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية التى تواجه مصر حاليا تمثل تهديدا حقيقيا لأمن مصر وتماسك الدولة المصرية. وقال في كلمة له، أمس، بالكلية الحربية في القاهرة استعرض فيها الموقف الداخلي بمصر وتداعياته أن استمرار هذا المشهد دون معالجة من كافة الأطراف يؤدى إلى عواقب وخيمة تؤثر على ثبات واستقرار الوطن. وأضاف أن استمرار صراع مختلف القوى السياسية واختلافها حول إدارة شؤون البلاد قد يؤدى إلى انهيار الدولة ويهدد مستقبل الأجيال المقبلة. وقال إن نزول الجيش فى محافظتي بورسعيد والسويس يهدف إلى حماية الأهداف الحيوية والإستراتيجية للدولة وعلى رأسها مرفق قناة السويس، مشيرا إلى أن القوات المسلحة تواجه إشكالية خطيرة تتمثل فى كيفية المزج بين عدم مواجهة المواطنين المصريين وحقهم في التظاهر وبين حماية وتأمين الأهداف والمنشآت الحيوية والتي تؤثر على الأمن القومي المصري. سكان مدن القناة يتحدون قرار حظر التجول وكان أهالي مدن قناة السويس التي فرض بها حالة الطوارئ، قد شهدت لليوم الثاني على التوالي حالة من العصيان المدني، حسب ما وصفته مصادر قضائية حيث كسر حظر التجول ببور سعيد واستمرت التجمعات في الشوارع إلى الساعات الأولى من، نهار أمس، فيما شهدت، ليلة أول أمس، اقتحام مسلح لسجن المدينة المركزي أحبطتها قوات الجيش كما سجلت اشتباكات عنيفة أيضا أمام قسم للشرطة بالمدينة، وقد أدت هذه الاشتباكات الى سقوط قتيل وإصابة 6 أشخاص آخرين بطلقات نارية حسب ما أفادت تقارير إخبارية أمس. كما شهدت السويس والإسماعيلية مظاهرات ومسيرات وتجمعات، ليلة أول أمس، تعبيرا عن رفض حظر التجول استمرت إلى ساعات متأخرة فيما وجهت دعوات للأهالي بأن تستمر هذه المظاهرات كل ليلة طيلة مدة حظر التجول والمقررة بشهر كامل. وكانت قوات الجيش قد انتشرت بكثافة في شوارع مدينتي السويسوبور سعيد بالتعاون مع عناصر الأمن، كما تم نشر مدرعات أمام المنشآت العامة، وذكرت مصادر مطلعة، أنه صدرت تعليمات لعناصر الجيش بعدم التعرض في إشارة إلى التغاضي عن خرق قرار حالة الطوارئ وحظر التجول خوفا من زيادة حدة الاحتقان بهذه المدن التي تقع على مجرى قناة السويس الحيوي للاقتصاد المصري. مرسي يلمح بإمكانية التراجع عن ”حالة الطوارئ” وقد لمّح الرئيس المصري محمد مرسي خلال جلسة الحوار التي عقدها، أول أمس، مع قادة عدة أحزاب سياسية مصرية إلى إمكانية إعادة النظر في حالة الطوارئ المفروضة منذ يومين على مدن قناة السويس. وقال أبو العلاء ماضي رئيس حزب الوسط الذى شارك فى جلسة الحوار الوطنى إن الرئيس مرسي أكد أن القوى السياسية ستشارك فى اتخاذ القرار بشأن الإبقاء على حالة الطوارئ فى مدن القناة أو خفضها. فيما قال أيمن نور رئيس حزب غد الثورة، إن الرئيس مرسي وافق من حيث المبدأ على إعادة النظر فى الإجراءات الاستثنائية الأخيرة التى تشمل فرض حال الطوارئ فى بعض محافظات مصر. وكانت جلسة الحوار التي شارك فيها أحزاب التيار الإسلامي وبعض الاحزاب الأخرى المهادنة مع السلطة وقاطعتها أحزاب المعارضة المنضوية تحت جبهة الانقاذ لم تتوصل إلى أمور محددة وتم الاتفاق على جمع اقتراحات وتقديمها للجلسة القادمة التي ستعقد، الأسبوع القادم، على أن تجرى اتصالات جديدة مع بقية القوى السياسية المقاطعة لاقناعها بالمشاركة في هذه الجولة لاستعراض تطورات الوضع واتخاذ قرارات توافقية بشأنها إضافة إلى بحث بقية المطالب الأخرى ومنها تغيير الحكومة والمواد الخلافية في الدستور ونزاهة الانتخابات البرلمانية وقانون الانتخابات. وفي سياق متصل، صرّح المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني، بأن الولاياتالمتحدة تدين بشدة أعمال العنف التي تشهدها عدة مدن مصرية. وطلبت نظيرته في وزارة الخارجية من السلطات المصرية إحالة المسؤولين عن عمليات القتل والإصابات التي لحقت المتظاهرين إلى القضاء، وفي بورسعيد سقط، مساء أمس، قتيل ثان ونقل العشرات إلى المستشفيات بعد إصابتهم بالرصاص وبحالات اختناق بسبب الغاز المسيل للدموع في اشتباكات أمام قسم شرطة العرب.