ربط الأستاذ محمد ساري، مسألة التجديد في كتابات أحمد رضا حوحو بالمسرح الذي قدم له الكاتب العديد من الأعمال، بعيدا عن القصة التي لم تحمل الكثير عن الحداثة. وأرجع ساري، في حديث له مع ”الفجر”، الانتقادات الموجهة لأحمد رضا حوحو والتي يُتهم فيها بعدم التزامه بمفهوم الرواية الحقيقية ولا بمفهوم القصة كذلك، إلى كون الرواية الجزائرية باللغة العربية لم تكن موجودة زمن رضا حوحو وحتى الرواية العربية لم يكن لها صيت كبير، خاصة أن الجنس الأدبي الذي كان منتشرا في تلك الفترة هو الشعر والمقالة، منها السياسية والأدبية وغيرهما. وعليه يرى المتحدث أن كتابات حوحو تجمع بين الأدب، أي الحكي التقليدي وبين المقالة، لكن ذلك لا ينفي - كما أضاف - براعة حوحو في المسرح حيث قدم الكثير من المسرحيات التي اقتبست من الأدب الفرنسي إلى اللغة العربية الدارجة وقام بإخراجها وتمثيلها على مسرح قسنطينة. من جهة أخرى قال ساري أنه لا مجال للمقارنة بين كتابات أحمد رضا حوحو ومحمد ديب، بوصفهما قطبين أدبيين مختلفين، لاعتبارات عدة منها أن أحمد رضا حوحو عاش في بيئة تقليدية معرّبة رغم إتقانه الفرنسية وبرع في ترجمة العديد من المسرحيات إلى اللغة العربية الدارجة، بقي مسرح قسنطينة شاهدا على جمالياتها، مشيرا إلى أن كتابات أحمد رضا حوحو ارتبطت بسياق ثقافي معين شمل فترة ما قبل الثورة التحريرية وجمعية العلماء المسلمين التي كان ينشر في جرائدها، وفي الوقت الذي ارتبطت فيه كتابات أحمد رضا حوحو بعالم القصة وعالم الرواية المشرقي الذي لم يكن متطورا جدا وقتها، ارتبطت إبداعات محمد ديب باللغة الفرنسية من جهة وبعالم الرواية الذي كان متطورا جدا في أوروبا من جهة أخرى، وهذا يظهر جليا حسبه في ثلاثيته الأولى ”الدار الكبيرة، الحريق، المنسج” التي كتبها على شاكلة الرواية الفرنسية في القرن ال 19 الذي عرف روائيين كبار. كما استفاد ديب، حسب ساري، من إقامته في فرنسا التي عززت الكتابة الروائية لديه وتشبع منها أكثر.