عبّرَ الروائي الجزائري واسيني لعرج عن أسفه لغياب يد جزائرية وقلم جزائري حرّ، يدون السيرة الذاتية للكتاب والأدباء والنقاد وأدباء الرحلة الجزائريين والتأريخ لهم، لاسيما والجزائر أنجبت أسماء عديدة مبدعة، تركوا بصماتهم داخل الجزائر وفي البلاد العربية أمثال ( رضا حوحو، وابن هدوقة والطاهر وطار) وأسماء أخرى ما تزال مجهولة فنيا وأدبيا، ودعا الروائي الجزائري واسيني لعرج الأقلام الجزائرية وبخاصة المختصين في كتابة السير الذاتية ( البيبليوغرفيين) إلى تدوين سيرة الأديب الشهيد رضا حوحو. ماذا بقي اليوم من رضا حوحوومن يكتب سيرته الذاتية سؤال طرحه الروائي الجزائري واسيني لعرج في ملتقى رضا حوحو افتتحت طبعته الثانية مساء أمس بالمسرح الجهوي قسنطينة وهويوجه دعوته للكتاب والمختصين في "البيبروغرافية" لتدوين سيرة هذا الرجل الذي ولد كما قال في شتاء مثل هذه الشتاء البارد والتأريخ له، وهوينتقل بين مختلف الأمكنة ، من بسكرة إلى قسنطينة ثم الحجاز، ومنها إلى موسكوليؤرخ للأدب الجزائري ويكتب في أدب الرحلة. فقد مارس رضا حوحو يضيف الروائي واسيني لعرج عمله على اللغة، وجعلها لغة الإبداع والفن، وأدخل عليها شيئا جديدا تحول إلى ظاهرة عالمية وهي ظاهرة "السخرية" ، متأثرا في ذلك بالأديب الراحل أبوالعيد دودو. وحسب واسيني لعرج فإن كتابات رضا حوحو تتميز بكونها اختزال عبقري يدخل اللغة وتدخل القارئ كفاعلية، وهو نوع قال عنه واسيني لعرج من الصعب اكتسابه، وتتميز كتاباته كذلك بالتعددية، بحيث مس رضا حوحو كل شيء، (المقالة والقصة والرواية، وأدب الرحلة..الخ) فكان له إلا أن ينتصر للفن والأدب والإبداع وللحقيقة الثورية، كما تتميز كتاباته ب: " السّجَالِيَّة" أيضا من خلال المقالات التي كان ينشرها في جريدة الشعلة والبصائر، ساجل فيها الناس بوسائط علمية أدبية، وأوصله هذا العمل إلى أعماق أفكار الناس. وبالرغم من الرصيد الإبداعي الذي تركه رضا حوحو في الساحة الأدبية ككاتب وناقد، وروائي ، فلا أحد من الأقلام الجزائرية فكر في كتابة سيرته الذاتية ويؤرخ لإبداعاته، وأن قدم للقارئ رضا حوحوالرجل ال: " الجانتلمان" gentleman كما وصفه هوبهندامه ووعيه وثقافته.