ووري ظهر أمس الثرى جثمان الراحل عبد الرزاق بوحارة، عضو اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني وعضو مجلس الأمة، بمربع الشهداء بمقبرة العالية، في جو جنائزي مهيب، بحضور رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح ورئيس المجلس الشعبي الوطني محمد العربي ولد خليفة، ورئيس المجلس الدستوري الطيب بلعيز، والوزير الأول عبد المالك سلال بالإضافة إلى كل أعضاء الطاقم الحكومي الحالي، وكذا قائد أركان الجيش الفريق قايد صالح. كما شارك في تشييع جنازة الفقيد شخصيات سياسية وأمناء عامون سابقون للأفالان على غرار علي بن فليس وعبد العزيز بلخادم، وعسكرية مثل خالد نزار، بالإضافة إلى وزراء سابقين ونواب وأعضاء مجلس الأمة وضباط سامين وقياديين عن مختلف التشكيلات السياسية، ورؤساء منظمات وطنية ومديري مؤسسات عمومية ومجاهدين وعائلة الفقيد وجمع غفير من المواطنين، كما أوفد الرئيس بوتفليقة شقيقه السعيد ممثلا عنه في هذه الجنازة التي حضرها كذلك مستشاره عبد الرزاق بارة. وقد ووري جثمان الفقيد الثرى تحت أمطار غزيرة بمربع الشهداء، وألقى رفيق الفقيد المجاهد والوزير السابق والسيناتور الحالي عن الثلث الرئاسي عبد الغني العقبي كلمة تأبينية ذكر فيها بالمناقب والخصال الحميدة التي كان يتحلى بها المرحوم عبد الرزاق بوحارة، وكذا نضاله أثناء الثورة التحريرية وجهوده داخل الجيش الوطني الشعبي بعد الاستقلال، كما نوّه في كلمته أيضا بالعمل الذي قام به الفقيد بوحارة خلال مرحلة البناء والتشييد مشيرا إلى المناصب السامية التي تولاها خدمة للوطن والشعب. واغتنم الحضور الكثيف لاسيما قياديي ومناضلي الأفالان الفرصة للحديث عن الفرصة التي ضيعها الحزب بفقدان هذا الرجل الذي كان الوحيد الذي حقق الإجماع وسط غالبية أعضاء اللجنة المركزية، ما يستدعي إعادة النظر في كل الحسابات والبحث عن خليفة لهذا الرجل. كما لفت عمار سعيداني أنظار المشيعين للجنازة من خلال توقفه في كل مرة للحديث مع المسؤولين وحتى الصحفيين رافضا التطرق إلى المسألة الحزبية داخل المقبرة. وكان الفقيد بوحارة قد وافته المنية أول أمس الأحد بالعاصمة عن عمر ناهز 79 سنة إثر تعرضه لنوبة قلبية. وقد نقل المرحوم إثر تعرضه لأزمة قلبية يوم السبت إلى المستشفى العسكري ”محمد الصغير نقاش” بعين النعجة، حيث وافته المنية. وقد شارك الفقيد في حرب التحرير الوطني ضمن جيش التحرير الوطني، وكان ضمن الفيلق الذي شارك في الحرب العربية ضد إسرائيل سنة 1967. كما تقلد الفقيد عقب الاستقلال عدة مناصب عسكرية ليشغل بعدها بداية السبعينات منصب سفير الجزائر بهانوي (فيتنام) ثم واليا للجزائر الكبرى سنة 1975. وفي سنة 1977 وضع الراحل حدا لمسيرته العسكرية ليعين وزيرا للصحة (1979- 1982). كما تولى الفقيد مناصب قيادية في صفوف حزب جبهة التحرير الوطني التي كان عضوا في لجنتيه التنفيذية والمركزية سنة 1989 وفي جانفي 2004 عين عضوا بمجلس الأمة ضمن الثلث الرئاسي، قبل أن يشغل منصب نائب رئيس هذه الهيئة. وقد تم مؤخرا تداول اسم الراحل كأوفر المرشحين حظا لتولي منصب الأمين العام لحزب التحرير الوطني.