دعا أعضاء اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني، عبد الرحمن بلعياط للكف عن التهريج السياسي وانتحال صفات غير قانونية مثلما يدعي أنه ”منسق المكتب السياسي”، وفسروا تلك التصرفات التي قام بها بقايا أنصار الأمين العام السابق عبد العزيز بلخادم، بمحاولات يائسة للتأثير على مجرى الأحداث في تاريخ استئناف الدورة القادمة التي قرروا عقدها قبل الثامن من مارس القادم، كما تداول اسم المجاهد أحمد بوخالفة رئيس الثلث الرئاسي بمجلس الأمة كمرشح إجماع. قالت مصادرنا، إن أحمد بوخالفة هو مرشح المركزيين وجماعة التقويم والتأصيل لخلافة الراحل عبد الرزاق بوحارة، حيث يعد رجل إجماع تتوفر فيه العديد من الصفات التي تخوله لقيادة المرحلة القادمة للحزب إلى غاية عقد المؤتمر الاستثنائي. وذكرت مصادرنا أن أحمد بوخالفة، شخص يتمتع بمصداقية كبيرة لدى رئيس الجمهورية ويكفي أنه عينه رئيسا للثلث الرئاسي بالغرفة العليا، وهي تزكية يتمتع بها أيضا عند صناع القرار في الجزائر، كونه رجل نظيف وتولى العديد من المهام الحزبية في عهد الرئيس الراحل هواري بومدين، وكان عضو المكتب السياسي خلال ولاية بوعلام بن حمودة. زيادة على هذا، فإن بوخالفة كان رفيق عبد الرزاق بوحارة وقريبا منه، ولهذا يعد حسب مصادرنا الأكثر تحقيقا لحلم الإجماع داخل بيت الأفلان، مقارنة بالأسماء الأخرى التي تتداول في الأوساط السياسية. وفيما يتصل بخرجة عبد الرحمن بلعياط ورفاقه، فقد أكدت مصادرنا، أن هؤلاء يسعون جاهدين إلى استمالة المناضلين وتشتيت الأفكار قبل استئناف الدورة، على الرغم من أن الصندوق أقصى بلخادم وأخرجوهم بالقوة. واعتبروا أن المكتب الشرعي الوحيد الذي يسير الحزب خلال الدورة المفتوحة، هو المكتب المكون من خمسة أعضاء من جماعة المركزين، وهم أحمد بومهدي، صليحة لارجان، على مرابط ومدني حود، فضلا عن ثلاثة مناضلين يمثلون أنصار الأمين السابق للحزب، مهمته التحضير لموعد انتخاب الأمين العام القادم فقط. وأكدوا في الاجتماع الذي عقدوه بمحافظة حسين داي، أن بلعياط أطلق على نفسه في وقت سابق صفة الأمين العام بالنيابة، لكنه غيّر تلك التسمية بمنسق عام مؤقت، باعتباره الأكبر سنا وهو أمر لا يوجد في القانون مادامت الدورة مفتوحة وعقدت بصفة عادية وليست استثنائية، لهذا فإن اعتبار الأكبر سنا وفحوى المادة التاسعة لا يمكن تطبيقها. كما اتفق أعضاء اللجنة المركزية للحزب على الذهاب إلى استئناف الدورة القادمة للجنة المركزية قبل تاريخ الثامن مارس القادم، واعتبروا أن ذلك الوقت كاف جدا للتحضير للموعد، خاصة وأن النفوس قد هدأت والجميع اقتنع برحيل الأمين العام السابق إلا بعض الأشخاص الذين يحاولون تعكير الأجواء في إشارة إلى ما يقوم أعضاء المكتب السياسي، باستثناء الوزراء الذين اتفقوا جميعا على بلخادم في آخر لحظة معلنين العصيان والتمرد. وأكدوا أن جميع التصرفات والبيانات التي يحاول بلعياط إخراجها الغرض منها التأثير على مجرى الأحداث قبل الذهاب للدورة القادمة، وقالوا في تصريحات ل ”الفجر”، إن رفاقه من المكتب السياسي يقومون بنفس الشيء، في محاولة فاشلة للإمساك بخيوط اللعبة. كما تم خلال الاجتماع الذي أشرف عليه أحمد بومهدي وصليحة لارجان، استعراض الأوضاع النظامية ببعض المحافظات حيث بدأت ترجع الأمور إلى نصابها، وسجل توبة العديد من المتمردين مع استعادة المطرودين لحقهم النضالي في دخول القسمات والمحافظات التي أبعدوا منها بالقوة.