كولسة في كل الاتجاهات داخل الآفلان ومقاومة لترشح بوحارة بدأت لعبة الكواليس وشد الحبل بين أعضاء اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني استعدادا للجولة المقبلة التي ستشهد انتخاب أمين عام جديد للحزب خلفا لعبد العزيز بلخادم، وهذا قبل اتضاح رؤية هلال اللجنة المركزية وبداية نزول الأوامر. بعد يوم واحد فقط عن رفع جلسات اللجنة المركزية للآفلان في دورتها السادسة التي عرفت الإطاحة بعبد العزيز بلخادم من على رأس الحزب، بدأت الخلافات والشكوك تذب بين أعضاء اللجنة المركزية بما فيها بين أبناء الفريق الواحد على خلفية ما بدأ يدور في الكواليس من عمل لصالح هذا المرشح أو ذاك. فقد عقد أعضاء من مكتب الدورة المنصب من طرف المعارضة بعد سحب الثقة من بلخادم أول أمس بمقر الحزب لقاءا خاصا يدخل في إطار التحضير للجلسة المقبلة للجنة المركزية، وبدا عضو مكتب الدورة أحمد بومهدي خلال هذا اللقاء بمعية مدني حود متحمسا من اجل الدفع باسم القيادي عبد الرزاق بوحارة إلى الواجهة، في إطار التحضير لطرحه بديلا لبلخادم، لكن ما قام به هنا بومهدي لم يستسغه حتى زملاء له في المكتب مثل علي مرابط الذي قال في تصريح "للنصر" أمس انه ليس بصدد الحديث عن شخص بوحارة هنا، لكن كان يفترض من بومهدي الالتزام بالحياد في هذه المرحلة والعمل بصفته عضوا في مكتب دورة اللجنة المركزية على تهيئة الظروف، وتوحيد صفوف الحزب قبل الانتقال إلى مرحلة أخرى. وبحسب مرابط فإن مصير اللجنة المركزية الآن بيد مكتب الدورة ومهمة المكتب تتمثل في الوقت الحاضر في تهدئة الأعصاب، وتوحيد الصفوف وعندما يحصل إجماع أو شبه إجماع بين أعضاء اللجنة المركزية حول شخصية معينة يطلب المكتب مواصلة الدورة لانتخاب أمين عام جديد، ويكون ذلك بعد مشاورات موسعة داخل وخارج الحزب. كما أكد مرابط أن عضو المكتب السياسي عبد الرحمان بلعياط اخل في اليوم الأخير من دورة اللجنة المركزية بالاتفاق الذي حصل بينه وزميل له بصفتهما ممثلين لجناح بلخادم وبين ممثلي المعارضة بحضور أحد الوزراء، وكان هذا الاتفاق يقضي برجوع الجميع إلى القاعة للإعلان عن رفع جلسات اللجنة المركزية وتركها مفتوحة لوقت لاحق، لكن بلعياط حسب محدثنا عندما صعد إلى المنصة أعلن اختتام أشغال الدورة بصفة رسمية ما أثار غضب المعارضين. وبرأي احد أعضاء اللجنة المركزية العارفين بخبايا الحزب العتيد رفض الكشف عن هويته فإن ما يجري اليوم بين أجنحة أعضاء اللجنة المركزية والطامعين في الترشح لمنصب الأمين العام لا يعدو أن يكون سوى مجرد هرولة في كل الاتجاهات،و تعبير عن طموحات شخصية بحتة لا أكثر ولا أقل، قبل أن يحين وقت الجد. وحسب هذا الأخير فإن التعليمات الحقيقية ستبدأ في النزول خلال الأيام القليلة المقبلة على أعضاء اللجنة المركزية، تعليمات أو أوامر توضح لهم الوجهة التي عليهم سلكها خلال اللقاء المقبل للجنة المركزية الذي سيخصص لانتخاب الأمين العام الجديد، بمعنى آخر فإن الرؤية ستتضح خلال الأيام المقبلة، حيث سيتم خلق نوع من الإجماع أو شبه إجماع حول شخصية معينة لترشيحها لمنصب الأمين العام، ورغم هذا لا يستبعد محدثنا بقاء بعض القيادات الكبيرة ذات الطموح في دائرة التمرد. وحتى الآن يبدو عبد الرزاق بوحارة في القاطرة الأمامية، ولا ندري إن كان المصدر السابق يقصده هو، أم يقصد شخصية أخرى، بما أن عامل المفاجأة غير مستبعد أيضا داخل الحزب العتيد، لكن المؤكد أن مجموعة موسعة تعمل الآن حتى لا يتمكن بوحارة من تبوء منصب الأمين العام للحزب، وقد شرعت في محاربته جهرا وسرا، وربما تناست هذه المجموعة أن الأمين العام للآفلان لا يصنعه المناضلون وحدهم وقد سار الآفلان على هذا المنوال منذ سنوات طويلة.