كشف رئيس أمن ولاية سطيف، صباح أمس خلال الندوة الصحفية التي عقدها بمقر أمن الولاية، طريق الوصول إلى توقيف مقترفي جريمة القتل في ظرف 48 ساعة التي شهدها حي ”صبايحي” بمدينة العلمة الأسبوع الماضي التي راحت ضحيتها امرأة في العقد الثالث من عمرها. أطوار القضية تعود حسب ذات المسؤول إلى يوم الثلاثاء المنصرم، إثر تلقي مصالح أمن دائرة العلمة مكالمة هاتفية في حدود الساعة 07.45 صباحا، من قبل عناصر الحماية المدنية التي أفادتهم بتلقي وحدتهم لبلاغ من قبل شخص أخطرهم عن تعرض زوجة شقيقه المقيمة بحي ”صبايحي” بالعلمة، لعملية اعتداء، حيث تنقلت مباشرة الضبطية القضائية إلى عين المكان، ووقفت على صحة البلاغ وتأكدت من الأمر يتعلق بعملية قتل متبوعة بالسرقة. المصلحة المختصة مباشرة ودون أدنى تأخير، وبعد إخطارها السيد وكيل الجمهوري بشأن هذه الجريمة، فتحت تحقيقا معمقا في ملابسات القضية، استهل بعزل مسرح الجريمة مع معاينة أدنى الدلائل والقرائن المتواجدة به، كما عمدت إلى استئناف إجراءات ميدانية لم تستهل إلا بعد تشكيل ثلاث خلايا، كل واحدة تكفلت بمهام معينة (البحث والتحري الميدانية، التحريات العلمية والتحريات التقنية)، وبعد حصر دائرة الأبحاث والأشخاص المشتبه بهم، التي بدأت بدراسة حالة عدد معتبر جدا من الأشخاص الذين اشتبه بهم، قامت الضبطية القضائية بتجميع كل المعطيات والمعلومات الميدانية مع استغلال ما تم التوصل إليه بالاعتماد على طرق علمية استعملت خلالها أحدث التقنيات المتطورة. الخلايا الثلاث توصلت بعد جهد مضني إلى تحديد هوية أحد المشتبه بهم، الذي نصب كمينا وتم ضبطه وتوقيفه بتاريخ 21 فيفري 2013، في حدود الساعة 11.15 صباحا، الذي أنكر في بداية التحقيق التهم المنسوبة إليه، لكن بعد مواجهته بالأدلة و القرائن اعترف بارتكابه الجرم رفقة شخصين تم تحديد هويتيهما وتم الحرص على توقيفهما مباشرة وفي نفس اليوم. العملية مكنت المحققين من استرجاع أداة الجريمة (خنجر)، هاتف الضحية الذي تمت سرقته بعض المجوهرات التي سرقت، بالإضافة إلى عائدات بيع المصوغات التي سرقت، وهذا من خلال تفتيش مساكن المتورطين، اللذين يقيم أحدهما بمدينة العلمة واثنين ببلدية عين الحجر عين أزال، كما أثبتت التحريات تورط شخص رابع، يعتبر الرأس المدبر للعملية رغم أنه لم يشارك فيها. كما توصل المحققون إلى أن العملية تمت بعد تكفل أحد المتورطين، بنقل اثنين من العصابة إلى غاية مسكن الضحية، باستعمال سيارة سياحية تم استئجارها، وظل ينتظر خارجا ويقوم بحراسة المكان، وهذا بعد أن تكفل مسبقا بتتبع صاحب المسكن زوج الضحية إلى غاية مكان عمله. وبعد استكمال التحقيق تم إيداع جميع المثقفين الأربعة الحبس المؤقت في ساعة متأخرة من مساء أول أمس.