دعايات انتخابية بترويج دعم محيط الرئيس لتطويع المناضلين يقود بعض أنصار الأمين العام السابق لحزب جبهة التحرير الوطني، بحملة تحسيسية من أجل جمع أصوات الدعم لمرشحهم المتمثل في الرئيس الأسبق للغرفة السفلى عمار سعيداني، ويقود هذه الحملة منضالون يصفهم المعارضون بالدخلاء على الحزب وبعض نواب الحزب عن الجالية، حيث يستغل هؤلاء هذه المرة ورقة شقيق الرئيس لتطويع المناضلين، بعد أن تأكد للجميع أن استعمالهم لورقة الرئيس كذبة ودعاية، والدليل حسبهم دائما هو تخلي بوتفليقة عن بلخادم. الجديد في الحملة هي أنها تعكس في جوهرها صراعا ظاهرا بين أنصار بلخادم ومعارضيه، وهذا على الرغم من أن الصندوق، قد فصل في الجلسة الأولى للدورة اللجنة المركزية المنعقدة بفندق الرياض، إلا أن العديد من المناضلين الذين صنعهم الأمين العام السابق وجلبهم يقومون اليوم بتلك الحملة لصالح عمار سعيداني. ويظهر في مقدمة هؤلاء كل من الرئيس السابق للكتلة البرلمانية لحزب جبهة التحرير الوطني محمد جمعي، فضلا عن الرئيس الحالي للكتلة الطاهر خاوة، الذي لم يخف يوما دعمه للأمين العام السابق، بل وقام بالكثير لصالح بقاء بلخادم من خلال توصياته للنواب الذين يمثلهم في البرلمان مما أحدث انقساما داخل الكتلة بعد إعلان معارضي بلخادم العصيان على رئيسهم، وإلى جانب هذا يظهر أيضا في الخارج نواب عن الجالية الوطنية بالخارج. ويضاف إلى هذه المجموعة نواب آخرون، عن ولايات عديدة ممن جلبهم بلخادم للأفلان، سواء ممن كانوا في تشكيلات سياسية أخرى أو أشخاص غرباء تماما عن الساحة السياسية وأميين، كالحلاقات وبعض المناضلات بولاية بومرداس، العاصمة ومعسكر وغيرهم من المتسلقين، الذين يقودون الآن حملة لصالح عمار سعيداني بتوصيات ممن يقودون الحملة على المستوى المركزي، وفي مقدمتهم محمد جمعي وبعض مناضلي وادي سوف المعروفين بنفوذهم المالي. ويسعى الواقفون وراء تلك الحملة إلى قطع الطريق أمام رئيس الثلث الرئاسي بمجلس الأمة، محمد بوخالفة المعروف بنظافة يده وحبه للحزب الذي ترعرع فيه منذ نعومة أظافره، ويكفي أنه تقلد به مناصب حزبية أيام الحزب الواحد وخلال التعددية، وفي فترة العشرية السوداء عندما كان الانتماء للأفلان جريمة يقتل بسببها المناضل من طرف الإرهابيين. كما وجد رعاة الحملة أيضا مادة إقناع وترويج سياسي لتطويع المناضلين وجعلهم ينصاعون وراءهم، حيث استخدموا هذه المرة اسم شقيق الرئيس، وهي الورقة الجديدة، بعد أن فشلوا في إقناع المناضلين بدعم الرئيس الذي تخلى عن بلخادم علانية، فعادوا لاستغلال ورقة شقيقه للتأثير على المناضلين. واستنادا إلى تحليلات بعض المناضلين فإن الحملة التي يرعاها البعض ترمي أيضا إلى محاولة تعويض رجال الأعمال والمستثمرين الذين دخلوا الأفلان بقوة خلال ولاية بلخادم للخسارة التي يمكن أن تلحق بهم لو تولى بوخالفة رئاسة الحزب، باعتبار أن هؤلاء أنفقوا أموالا كبيرة للوصول إلى المناصب ودعم بعض عناصر شبكاتهم بالمجالس الشعبية البلدية والولائية، لأن العهدة بالنسبة إليهم استثمار مالي وبزنسة لا أكثر، وعلى هذا الأساس تذكر بعض المصادر الحزبية أن الحملة هي نوع من الوقاية المسبقة من خسارة ممكنة، سيما وأن عمار سعيداني لا يشكل إجماعا من حيث التاريخ النضالي والتسييري.