أكد رئيس الكتلة البرلمانية لحزب جبهة القوى الاشتراكية بالمجلس الشعبي الوطني أحمد بطاطاش، في تصريح ل ”الفجر”، أن اللجنة المكلفة بتحضير مؤتمر الحزب المقرر أيام 23، 24 و25 من شهر ماي الجاري، قد فرغت من أهم التحضيرات، خاصة المتصلة بالقانون الأساسي، الذي سيستخلف لأول مرة منصب رئيس الحزب بقيادة جماعية تناسب واستثناء المرحلة القادمة التي يتخلى فيها الزعيم التاريخي عن رئاسة الأفافاس، باعتباره بطاطاش أحد مهندسي اللجنة الفرعية لإعداد القانون الأساسي. وأضاف مصدرنا في لقاء معه أن الموافقة على مبدأ القيادة الجماعية بدل القيادة الفردية جاء باقتراح من أعضاء لجنة تعديل القانون الأساسي واجتهادا منها، لخلق نوع من الانسجام مع الواقع ومقتضيات تسير المرحلة المقبلة، والتي ستشهد لأول مرة انسحاب الزعيم التاريخي حسين آيت أحمد من الرئاسة، وهو الانسحاب الذي لا يعنى في تقدير محدثنا الاعتزال، وإنما تسليم القيادة مع الإشراف والتوجيه والمرافقة من طرفه. كما تقترح اللجنة نقطة فترة العهدة الخاصة بالقيادة الجماعية، حيث سيتم أيضا تحديدها حسب طبيعة التشكيلة الجديدة المقبلة، مع الحفاظ على الهيئة التداولية وهي المجلس الوطني لحزب. ويواصل بطاطاش أن ذلك الاقتراح الذي اجتهدت في وضعه اللجنة الفرعية لتحضير القانون الأساسي للحزب لن تكون فاعلة وسارية المفعول إلا بعد عرضها للتزكية من طرف المؤتمرين. وقال محدث ”الفجر”، إن التحضيرات لمؤتمر الحزب الخامس تسير جيدا، حيث توصلت أيضا للجان الأخرى من الانتهاء من مسوداتها وتنقيحها جيدا، ويتعلق الأمر بكل من اللجنة الفرعية للمالية والوسائل، اللجنة الفرعية الخاصة بالاتصال ولجنة لوائح المؤتمر. وفي رده عن سؤال خاص بما إذا كان هناك مرشحون بارزون في الوقت الراهن، تحفظ بطاطاش على الكشف عن الأسماء واكتفى بالقول خلال انعقاد المؤتمر المقبل ستشكل لجنة لاستقبال الترشيحات، ومن توفر فيهم الشروط بإمكانهم التقدم، مضيفا أن المرحلة القادمة ليس لقيادة الأفراد وإنما للقيادة الجماعية وهنا الأمر يختلف طبعا عما كان معمول به في السابق والتصويت سيكون للمؤتمرين على من يرونهم أكفاء لتولي منصب القيادة الجماعية. وقال إن الأمور تسير بشكل جيد داخل بيت الأفافاس، واستدل بالانتهاء من تعيين المندوبين عن الولايات الذين سيقومون بتمثيل جميع فدراليات الولايات في المؤتمر القادم، وذكر مصدرنا أن عددهم يناهز الألف مندوب مهمتهم الأساسية تمثيل المناضلين في قاعة المؤتمر، وسينوبون عنهم في مناقشة والمصادقة على القرارات التي ستخرج عن الورشات التي ستشكل خلال المؤتمر لدراسة مشاريع اللجان الفرعية، وأيضا للمصادقة على أعضاء القيادة الجماعية بطريقة ديمقراطية وعلنية. وحتى وإن كانت قد ظهرت بعد الاستعدادات للمجاهدين القدامي من الأفافاس للتقدم للترشح، إلا أن الحضور المرتقب لحسين آيت أحمد من شأنه ضبط الأمور وإتمام الأشغال في جو هادئ. والجدير بالذكر أن المسجل على المؤتمر الخامس للأفافاس هو المشاركة المميزة لوجوه شابة في العديد من اللجان الفرعية، بالإضافة إلى اللجنة الوطنية لتحضير المؤتمر، زيادة على الحضور النسوي الذي بدأ يدب في الحزب مقارنة بما كان عليه الأفافاس في السنوات الفارطة. كما أن عقد المؤتمر يأتي أيضا في وقت هدأت فيه أصوات المعارضة التي كانت تتحرك خلال السنة الماضية بقوة، لكن تشتت الرؤى داخلها وسعي أخرى لتشكيل أحزاب مستقلة حال دون التشويش على الأشغال.